اطلس: عقدت اللجنة المركزية لحركة فتح، صباح الأحد، اجتماعًا لها في رام الله، ناقشت فيه سبل الخروج من المأزق الراهن الناتج عن انسداد الأفق أمام عملية السلام عقب قرار الضم الاحتلالي.
وقال عباس زكي عضو اللجنة المركزية للحركة في تصريح لـ "القدس دوت كوم"، إن الاجتماع يأتي في إطار حالة الانعقاد الدائمة للحركة منذ إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وائتلافه الحكومي اليميني المتطرف عن قرار ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية ومنطقة الاغوار الى السيادة الإسرائيلية، وما اعقب ذلك من إعلان الرئيس محمود عباس التحلل من الاتفاقيات والالتزامات السياسية والأمنية والاقتصادية.
وأضاف زكي أن قرار الضم ينسجم مع الحلم الصهيوني بأن فلسطين هي أرض الميعاد وحدودها من الفرات الى النيل، مشددًا على أن أخطار هذه العملية تشمل المنطقة العربية بأسرها لأنها إذا دخلت الأردن فستصبح هناك مشاكل كبيرة ولذلك تصدى لها الملك عبد الله الثاني وعبر عن رفضه القاطع لهذه الخطوة.
وأشار الى ان الضم يشكل مساسا بدول المنطقة قاطبة، وقد تكون هذه الخطوة ذروة الصراع عند الإسرائيليين الا انها لن تمر بهدوء. واذا ذهب نتنياهو الى الاغوار فنحن سنذهب الى القرار الدولي 181 والذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الثاني 1947 ويقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين، عربية ويهودية، وذلك بموافقة 23 دولة ورفض 13، وامتناع عشر دول عن التصويت في حينه.
واكد ان القيادة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الايدي كما ان السياسيين في العالم لن يقفوا صاغرين امام هذه العنجهية الإسرائيلية المدعومة من صفقة القرن الأميركية والذي يروج لها بكثافة وزير الخارجية مايك بومبيو والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان اللذين يتحدثان في كل مناسبة عن خطة الضم.
وقال ان الفلسطينيين أعطوا للسلام كل شيء وبإمكانهم بعد فقدان الامل وانسداد الأبواب امام الحلول السلمية، ان يصنعوا المعجزات، ومن يقرأ يوميات الانتفاضة الأولى يعلم كيف ركّع أطفال الحجارة ملك العسكر في دولة الاحتلال اسحق رابين. فكيف لهؤلاء الطارئين ان يمرروا علينا مخططهم؟ قاصدًا بذلك نتنياهو وغانتس.
وتابع: عندما نفقد القيادات والشرعيات فهل يمكن ان نستسلم؟ ويكفي التذكير عندما حاولوا وضع البوابات الالكترونية في القدس القديمة ماذا فعل الشباب المقدسي. والانتفاضة الأولى أيضًا فرضت على العالم الذهاب الى مؤتمر مدريد للسلام والذي انتج اوسلو الذي استخدمته إسرائيل كخديعة للوصول الى هذه المرحلة.. نحن لن نصمت ولن نرفع راية بيضاء.
كما اكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن القيادة لا تخشى من التصفية فليس باستطاعتهم اخافتنا أو إنهاءنا، ففتح ومنظمة التحرير ولادة للقيادات، وعليهم ان يعلموا بأن شعبنا صاحب حق مشروع وعادل وسيبقى يناضل من اجل استرجاعه.
وقال زكي ردًا على سؤال حول المواقف العربية والدولية تجاه الموقف الفلسطيني من قرار الضم: إن أوروبا باستثناء النمسا والمجر عندها مواقف متقدمة اكثر من بعض الدول العربية وبالتالي لن نسمح لهذا التدمير ان يمر نتيجة أفكار رعناء وتدمير كل ما تم إنجازه على مدار السنوات الماضية.
وأضاف: لسنا وحدنا الذين سنواجه قرار الضم فهناك الصين وروسيا وبقية دول العالم ولكننا سنكون رأس الحربة من حيث الصمود على الأرض والتأكيد على اننا سنصل الى السيادة والاستقلال الناجزين بمختلف الفعاليات النضالية.
وردًا على سؤال: هل تتوقعون حصارًا ماليًا تفرضه إسرائيل على القيادة الفلسطينية قال زكي: الحصار المالي لا يخيفنا لأننا عطشى للحرية وليس للمال الذي باستطاعتنا أن نوفره مع كل الاحتياجات ومتطلبات أبناء شعبنا. وبموجب اتفاقية جنيف الرابعة فمن حقنا ان نبحث عن طرف ثالث يوفر لنا الحماية الدولية امام العدوان الإسرائيلي او ان تقوم إسرائيل بتحمل كل النفقات تجاه اكثر من 4 ملايين ونصف المليون فلسطيني في الضفة والقطاع، والسلطة تذهب الى المنظمة كدولة.
وقال في هذا السياق: أمامنا تحد كبير، وهو رواتب عائلات الشهداء والأسرى فهؤلاء صنعوا بدمهم وصمودهم المعجزات، ونحن لن نتخلى عنهم، وحقوقهم سوف تصلهم ولن تتوقف يومًا واحدًا ونحن لدينا وسائلنا وطرقنا لإيصال مستحقاتهم اليهم.