اترك على الاشجار المعاني الناضجة
هذه،
لا تنفع في منح فمي
لذة التخيل.
انا صياد للحصى في قيعان الانهار
للجروح من شفرات السكاكين
للمدن التي يسكنها الغبار
للمشاعر التي اعتادت المطاردة
لصوت حوافر متعبة
لبكاء الفزاعات في الحقول
للكلاب التي تحمل علامات على عيوب في السلالة
للكلام الذي يقوله احدهم بعد جلسة علاج بالكهرباء
ليديك التي تصاب بالحساسية حين تلمس فمي
لخيوط الظل تحت الشرفات
لورد لم تدجنه الحديقة
لشرخ سماوي بعد ألفية طويلة
للتشققات بين اصابع قدمي حارس
امام الباب الخطأ،
للخطأ.
تمنحني اليعاسيب فكرتها عن التحليق،
هناك اجنحة أخرى
تنمو بصمت
وتحلق بخفة.
ترانزيت؛
هكذا اصف الرحلة،
حتى تلك التي مع السماء.
ربما اكون اليعسوب
الذي لم يذهب الى الكُتّاب
الذي لم يجلس مع التلاميذ ليأخذ حصته
من الكلام المعلب،
ولم يلقنه الاباء النشيد.
ما المكان؟ فكرة
ما الزمن؟ ورقة في السجل المدني
ما الحب؟
- هل تجرؤ ان تقول انه الذي
يحشو الفزاعات في حقول الله
الذي يعطيها اجنحة
والذي يمنحها بكارة الكلام
وانه الذي يحمل سكينا
ويحفر.
تعبت يد الحفارين
تعبت اجنحة اليعاسيب
تعب كاتب الديْن
تعب الكِتاب
والدرج تحت الشقوق
والرخام تحت عش طائرين من الحجر
والثياب
والجسد
والابواب.
كان الارتجاف
ثم الصرير
ثم الخوف
ثم الرغبة في تحطيم الوظيفة الدائمة للاشياء.
كان يمكن ان تشتغل الفزاعات بجعات
والرخام راقصا
والباب معلما
والثوب موظفا في دار للنشر
او صحيفةً يومية
واليعاسيب محافظين في البنك المركزي
والادراج سيدات متشحات بالسواد
والجسد ....
هذا الذي .....
ماذا كان ومادا يعمل؟
اي شيء
ربما،
لكن ليس موظفا في حكاية السماء.
لم يكن قلبي وحده،
كانت ترافقه المزامير التي في الكتاب
وكلما تخيل انه حفظ دوره
فاجأه الغياب.
لم اكن لاطمئن
كانت تفاجئني الرؤى
ولم اكن اعرف اين يمكن ان تعمل
دون ان يطالبها شرطي ببطاقة هوية
او تصريح
ودون ان تضطر الى القول
بأنها طالعة من كتاب قديم
وانها كانت امس
موظفة في دار المزادات.
هل كانت مصادفة اذا
ان ارى
صوت اجنحة اليعاسيب
في هذه المرآة.