قواسم مشتركة عديدة تجمع المستشفى بالسجن ، من ضمنها ان لا احد يحب الذهاب اليهما الا مكرها ، طواقم متخصصة تحكم سيطرتها عليك ، في جنباتهما تسمع الانين الآدمي واحيانا الصراخ ، طعام محدد في اوقات محددة ، حرية تكاد تكون منعدمة ، وفي المهجعين تترقب نتائج بفارغ الصبر في انتظار قرار العتق.
وفود عديدة ورفيعة ، شعبية ورسمية واعلامية ، استطاعت الوصول الى الاب حنا للاطمئنان عليه ، بمن في ذلك الرئيس السوري الذي اوفد سفير بلاده في عمان ، بعكس سامر ، الذي لم تنجح اي مؤسسة حقوقية في البلاد التي تباهي الكون بديمقراطيتها ان تراه او تطمئن عليه ، سحر فرنسيس مديرة مؤسسة الضمير قالت بعد اربعة اشهر على اعتقاله ، سمح لهم برؤية اصابع قدميه السوداء فقط . كانت كافية من وجهة نظر اسرته للاطمئنان عليه ، لكنها ، سحر ، قالت منعنا حتى من التقاط صورة لهذه الاصابع ، ومنعنا من الادلاء باية تصريحات حفاظا على السرية ، تقصد على ارتكاب الجريمة المنظمة ، التي تبدأ بهيئة قضائية تجيز ارتكاب مثل هذا التعذيب ، ما دفع شعوان جبارين مدير مؤسسة الحق ، وبما يمثل من مسمع حقوقي عالمي بوصف ما حصل "بالفاشية" ، التي على ما يبدو لم تقتصر على "سامر" وتوصيله حافة الموت ، بل العشرات من رفاقه الذين عذبوا تعذيبا ممنهجا اشبه بالتعذيب القروسوطي ، وأجبرت المنظمات الحقوقية على الصمت.
وإذا استطاعت اسرائيل التملص من قضية تسميم المطران حنا ، فإنها لن تستطيع التملص من تعذيب سامر حتى عندما تخرج للرأي العام لتقول ان له علاقة بقتل مجندة او حتى مجندتين ، لقد اودت احدى غاراتها على غزة مؤخرا بإبادة عائلة بأكملها فيها خمسة اطفال اثناء نومهم الملائكي ، ولم نسمع عن اعتقال احد.
سيفاخر الجهاز الامني في وسطه المتعطش للدم والحبس والتعذيب ، بأنه اعتقل عشرات "المخربين" وسيودعهم الجهاز القضائي وراء القضبان لعشرات السنين ، لكن الجهاز السياسي سيقول ان العالم سيكون أجمل بدون عطا الله حنا ، وأذكر انه نفسه الجهاز السياسي الذي سمم خالد مشعل في عمان مدعيا في البداية ان سياح من كندا تشاجروا مع حارسه الشخصي وكدنا نصدق الادعاء كما صدقه في البداية وزير الاعلام الاردني انذاك ، حتى ظهرت حقيقة التسميم واجبار نتنياهو على ارسال ترياق المعادلة واطلاق سراح الشيخ احمد ياسين.
سننتظركما بفارغ الصبر ، ابونا حنا واخونا سامر ، في المستشفى وفي السجن على ابواب ميلاد مجيد وجديد .