اطلس- ازدادت في السنوات الأخيرة وتيرة إرهاب المستوطنين ضد الفلسطينيين في أماكن سكناهم
فاقتحام المستوطنين لم يعد للمناطق النائية في التجمعات الفلسطينية بل وصل الحد إلى وسط التجمعات السكنية في خطوة تعد الأخطر في الصراع الفلسطيني مع لمستوطنين والاحتلال.
إرهاب متكرر
سامر ريان رئيس بلدية قراوة بني حسان قال :" لم يكن في السابق قيام مستوطنين بحرق البركسات للأغنام وخط الشعارات وعطب اطارات السيارات، فهذا لم يكن في السابق موجوداً، واليوم أصبحنا نشاهد هذا الإرهاب بشكل متكرر ففي بلدة قراوة بني حسان، خلال اسبوع تم الاعتداء مرتين على الممتلكات وتهديد حياة المواطنين، فقبل ذلك كانت الخنازير البرية تهدد المواطنين، أما اليوم فقد أضيف لها إرهاب المستوطنين في المستوطنات القريبة ".
المواطن عزام منصور(55 عاما) من دير استيا قال :" نحن نتوقع قيام المستوطنين بعدة أعمال ارهابية ضد المزارعين، ونحن في دير استيا أثناء ذهابنا إلى واد قانا، حيث أراضينا نمر من الطريق الرئيس الذي يستخدمه المستوطنين وقوات الاحتلال وهذا يزيد من الخطورة على أرواحنا، فكل يوم نسمع عن جريمة ترتكب ".
سعيد زيدان رئيس بلدية دير استيا يقول :" المزارعون من بلدة ديراستيا في واد قانا يقدر عددهم بمائة مزارع يحرسون أرضاً مساحتها خمسة الاف دونم، وهي نصف مساحة واد قانا التي تقدر بعشرة آلاف دونم، ويعيشون حياةً بدائية ويرفض الاحتلال ومن خلفهم المستوطنين السماح لهم بترميم بيوتهم المتهالكة، وهذا هو إرهاب غير مباشر لطردهم من المكان، أما الإرهاب المباشر فيتمثل بقيام المستوطنين بمهاجمة لمزارعين في أراضهم، وقبل عدة أشهر تجرأ مستوطن بحوزته أداة حادة كبيرة وحاول قتل مزارع ونجله ولولا تدخل جيرانه وعدد من المزارعين لاستشهد المزارع على يد المستوطن ".
أجواء حزن
وفي منزل عائلة الشهيدة عائشة الرابي في بلدة بديا تعيش العائلة أجواء حزن بعد قيام مستوطنين برشق مركباتها عندما كانت برفقة ابنتها الصغيرة وزوجها ، وتهشم رأسها جراء إلقاء حجر كبير وعدم محاكمة المنفذين ومحاولة تبرئتهم بالرغم من وجود أدلة ".
المواطن محمد شتات(58 عاما) من بديا، أسير سابق أمضى أكثر من عشر سنوات في سجون الاحتلال، يقول :" جريمة الشهيدة عائشة الرابي تدلل على أن المستوطنين انتقلوا من مربع الالتزام بمستوطناتهم والخوف من السير على الطرقات إلى مربع الهجوم على الفلسطينيين في الشوارع وداخل البيوت، كما حدث مع عائلة دوابشه والشهيدة عائشة الرابي وهم يريدون أن يجسدوا واقع أنهم هم أسياد المكان وأصحاب البيت ولهم الكلمة الأولى".
معركة قديمة
المسن السبعيني فوزي غانم من قرية اماتين شرق قلقيلية، قال :" أنا معركتي مع المستوطنين منذ عام 191، ولم يكن بمقدورهم سابقاً مواجهتنا، أما اليوم فقد اصبحوا يغزوننا ويحاربوننا داخل قريتنا والقرى المجاورة، فتغولهم هذا يدلل على قوة تدفعهم كي يمارسوا ارهابهم علينا، بينما في السابق كانوا يخشون من كل مزارع يتواجد في أرضه، ويهربون من المكان فوراً ".
تطور خطير
محمد زيد الخبير بقضايا الاستيطان قال :" لا شك أن هناك تطور خطير على الأرض من قبل المستوطنين، فهم يشعرون اليوم أنهم أصحاب دولة خاصة بهم، فهم يمتلكون الأسلحة وطاقم حراسات مزود بتقنيات، كما أن عددهم زاد ليصبح أكثر من نصف مليون، والمستوطنات أصبحت أكبر من التجمعات الفلسطينية عدداً ومساحةً وسكاناً، فعلى سبيل المثال مستوطنة اريئيل التي تحولت إلى مدينة أكبر من مدينة سلفيت من حيث عدد السكان والمساحة والقوة الاقتصادية، مع أن عمر سلفيت لا يقارن بعمر مستوطنة اريئيل ".
وأضاف :" نحن أمام دولة مستوطنات ارهابية تخنق الفلسطينيين في أرضهم ومنازلهم ".