اطلس- ما زال الطفل البريء الذي في داخلي يرفض الاستسلام ... ما زال يحذوه الامل ... ما زالت عيناه لا تدمع ... وما زال يصر على التحدي وهو يقول لي اخرس كيف تعيش بدون احلام ؟؟؟!!! وحينما ارفض الانصياع له يوقظني من سباتي، واذا استمرت في العناد يعاند هو ايضا
لقد وصل به الامر ان يعضني من داخلي ككلب شرس ليس مُدرب الا على نهش لحم البشر فاصيح صيحةٌ بصوت رهيب ، قد لا يسمعني احد ولكن لا تتخيلوا يا سادة حجم الصوت الذي اطلقتة .. صوت اطلقته مني يكاد يخترق ويخرم طبلة اذني ... صوت اذا سمعته الموتى ينهضون ويعرفون ما معنى سكوتهم، وما معنى سباتهم، ثم يقول لي لا احلام يا ابن ... الخ ، لا احلام لن يكون لك لا مأكل ولا مشرب ولا ثياب او حبيبة او كرامة او وطن ثم يطلق الكثير من الشتم والبصق والصفع ... فأصحو وانهض من جديد وانفض غبار الكسل الذي علق في جسدي ...أظن انها لحظات من الغثيان والإغماء حلت بي ... لا اعرف الزمن الذي لبثت فيه هكذا .. لكن قال لي اصدقائي انت مريض ... مريض ...نعم مريض منذ صافحنا عدونا منذ رأيت القبلات تنزل كالمطر على من قتل اطفالنا ... ومنذ وقعنا على اتفاق مضمونه اننا اسقطنا حجارتنا السجيليه المقدسة ... منذ رفعنا ايدينا ووقفنا مكاننا ننتظر ، ماذا رحمة السماء او ما يفعل عدونا بنا؟ ... منذ ومنذ ومنذ فأقول لهم انني الان بخير وقد تعافيت، تعافيت تماما فلماذا تذكروننا فيما مضى؟ اذا ما اعترفنا ما حل بنا؟ فنحن مقتنعون انه سقم ومرض .. وقلة حيله وشلل، اذا دعونا نرمي كل من اعيانا ...ومن هو المسؤول عن ما حل بنا؟ الم تسمعوا ما قاله مظفر النواب في قصيدة عبد الله الارهابي؟ اذ لم تسمعوها سأقولها لكم وإذا سمعتموها فسأذكركم بها ... فذكر ان نفعت الذكرى
ماذا قال مظفر في القصيدة ؟!
قال اشياء كثيرة وكثيرة لكن اذكر منها انه قال النار قرار منك وليس قرار فيك، فيقول احدهم بصوت عالي اشبه بالصياح لقد تعافى من مرضه .. نعم هذا هو الذي كنا نعرفه منذ زمن ... ويقول اخر كنت اظنه فقط يحتاج الى امرين: فك الاجهزة وقراءة الفاتحة ، ليقوم اخر بضمي فاشعر بدفء الاشتياق، ويقول كان زمان عنك وعن ايامك ، وأخر يكاد يوزع ابتسامات عريضة ويقول الف الحمد لله على سلامتك يا صديقي
فاضحك لهم وأقول نعم تعافيت يا اصدقائي وحياتي الان لن تكون مثلما كانت سابقا حتى ما قبل التاريخ الذي كنت فيه معافى.
يقولون اصدقائي كيف؟ الم تكن روحك حلوه ومفعمه بالحيوية والنشاط والتفاني والحب والأمل والعمل ويقولون بتعجب اذا لماذا تريد ان تتغير ؟؟؟ !!!
اقول لهم هذا صحيح لكن في كل الاحول علينا ان نستفيد من اخطائنا ولا نعود اليها مرة اخرى، علينا ان نبحث عن الاسباب التي جعلتنا نمرض حتى لا يعود المرض الينا مره اخرة ، يضحكون اصدقائي ... ويقلون صديقنا عاد الينا وهو بضيف لنا عن الماركسية شي جديد يمكن ان نطلق علية ماركسية الطب.
نعم هذا ما يدور في خاطري بالضبط، لكن دون ان اعي اهمية المصطلح ويبدو ان هذه جدلية الاشياء في نقاشنا لنخرج بافكار جديدة وثم اردفت قائلا: ان حياتنا لا يجب ان نرهنها بعد اليوم لاشخاص لا يقدروها ولا يعرفوا معنى كبرياءها وشموخها وكراماتها واقول مره اخرى النار قرار منك وليس قرار فيك، فالنهتف جميعا وبصوت واحد" هيا بنا ولنولع الحريق" ... "هيا بنا نولع الحريق" .