اطلس-على الرغم من التوترات المتزايدة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ، فإن الحرب بين البلدين من غير المرجح حدوثها في الوقت الحالي وفقا لمحللين لبنانيين.
وكان التوتر قد تصاعد في الأسبوع الماضي بين لبنان وإسرائيل بعد سلسلة من الغارات الجوية التي قامت بها طائرات إسرائيلية على سوريا في 24 أغسطس الماضي مما أسفر عن مقتل اثنين من مقاتلي "حزب الله" وأعقبه في 25 أغسطس هجوم على ضاحية بيروت الجنوبية من قبل طائرتين مسيرتين مفخختين إسرائيليتين انفجرت احداهما وسقطت الأخرى.
وتعهد "حزب الله" بالرد على الحادثين حيث قام بعد أسبوع من وقوعهما بتدمير آلية عسكرية إسرائيلية في مستوطنة (أفيفيم) القريبة من الحدود مع لبنان في شمال إسرائيل.
وردًا على ذلك قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط بلدة (مارون الراس) اللبنانية التي قال الجيش الاسرائيلي إن الصاروخ الذي استهدف الآلية الاسرائيلية قد انطلق منها.
وقال المحلل السياسي سمير حسن، أن هذه الحوادث تشكل أول تصعيد بين لبنان وإسرائيل منذ حرب يوليو العام 2006 لكنه غير المرجح أن تؤدي إلى حرب جديدة.
و أضاف حسن "لا (حزب الله) ولا إسرائيل يريدان حاليا الدخول في حرب".
وأوضح أن إسرائيل تخطط لشن هجمات قصيرة وسريعة في لبنان مماثلة لتلك التي تحدث في غزة والعراق وسوريا دون اللجوء إلى حرب تقليدية طويلة.
وكانت التوترات قد تراجعت على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ يوم أمس الإثنين.
وقال مصدر أمني لبناني انه لم يتم الإبلاغ عن أي نشاط عسكري باستثناء رفع الجيش الإسرائيلي منطادا تجسسيًا بمحاذاة السياج الحدودي قبالة بلدة (ميس الجبل) الحدودية اللبنانية.
كذلك عزز الجيش اللبناني دورياته على الحدود فيما قامت دوريات تابعة لقوات الأمم المتحدة العاملة جنوب لبنان (يونيفيل) اليوم بأعمال البحث والتفتيش عن وجود او إنتشار قنابل غير منفجرة في منطقة (مارون الراس) جنوب لبنان التي كانت تعرضت لقصف اسرائيلي، واستبعد رئيس قسم الدراسات السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت هلال خشان إمكانية حدوث تصعيد.
وقال خشان "كان لابد من قيام زعيم (حزب الله) السيد حسن نصر الله بالرد تنفيذا لما توعد به".
ووفقا لخشان فإن (حزب الله) لا يريد حربا لأن اندلاعها يعرض المنجزات التي حققها الحزب في السنوات الماضية للخطر كما أن إسرائيل ليست في وارد اندلاع حرب مع لبنان حاليا.
وقال مدير " المركز الدولي اللبناني للإعلام والبحوث" رفيق نصر الله، إن الحرب غير ممكنة في الوقت الحالي.
ورأى أن "إسرائيل لن تخوض الحرب قبل الانتخابات المقبلة في 17 سبتمبر الجاري بينما يأخذ "حزب الله" بعين الاعتبار الوضع الاقتصادي المتدهور في لبنان".
لكن الوضع على الحدود بين "حزب الله" واسرائيل لن يعود الى سابق عهده بين أغسطس العام 2006 وأغسطس العام 2019 اذ أشار السيد نصر الله في كلمة ليل أمس في مجلس عاشورائي في ضاحية بيروت الجنوبية إلى "مرحلة جديدة من الوضع على الحدود".
وحذر أنه " إذا اعتدى الصهاينة فإن كل حدودهم وجنودهم على الحدود وفي العمق وفي دائرة التهديد والاستهداف والرد".
وشدد على أنه "من حق اللبنانيين أن يدافعوا عن أرضهم وسندافع وسنواجه الطائرات المسيرة الإسرائيلية في سماء لبنان".
وسبق أن أعلن أمين عام "حزب الله" في نهاية شهر أغسطس الماضي أنه "يجب إسقاط الطائرات الاسرائيلية المسيرة في السماء اللبنانية بمعنى أن يكون حقا واضحا يعمل به"، مستدركا أن "ذلك لا يعني أننا سنسقط كل مسيرة بشكل يومي وإنما سنعمل بشكل وخطط معينة ونختار الزمن والحيثيات".
وكان الجيش اللبناني أعلن في 30 أغسطس الماضي عن إطلاق عناصر النار على طائرتي استطلاع إسرائيليتين بدون طيار لتحليقهما فوق أحد مراكزه في بلدة (العديسة) الحدودية في الجنوب.
يذكر أن الأمم المتحدة وقواتها العاملة في الجنوب تعتبر انتهاك الطيران الإسرائيلي للأجواء اللبنانية خرقا للقرار 1701 وتطالب إسرائيل بوقف هذه الانتهاكات اليومية .