وفي الوقت الذي تسعى فيه مؤسسة الاحتلال العسكرية لاظهار جهوزية الجيش لاي تطورات كانت، مستفيدة من حروب سابقة، واظهار تفوقه الجيش العسكري والاستخباراتي في المنطقة، بانه الجيش الذي لا يقهر، الا انه لن يستطيع اخفاء اعتماده على استراتيجية استهداف المدنيين في كل حرب.
لا يتوقف قادة جيش الاحتلال على الزعم انهم يملكون بنك اهداف كامل للمقاومة في غزة او في جنوب لبنان، لكن تلك الاهداف سرعان ما تتبخر في اول ايام القتال، حين تبدأ طائرات الاحتلال ومدفعياته في قصف المنازل واستهداف المدنيين، ما يفضح زيف وكذب هذا الادعاء، وهو ما تجسد قبل ايام حين اندلعت جولة قتال استمرت لعدة ساعات مع فصائل المقاومة، سارع خلالها جيش الاحتلال لقصف الابراج السكنية المدنية.
ان استهداف المدنيين في الحروب يعد بحق عقيدة جيش الاحتلال، فذاكرتنا لم تنس ما رواه الرجال والنساء حول عشرات المجازر التي ارتكبت منذ عام 1948، فالعصابات الصهيونية شنت حربا ضد كل ما هو فلسطيني بالقتل والحرق، من اجل اثارة الذعر والرعب في صفوف المدنيين، فابادت قرى باكملها وحرقت اخرى ... ولم تتوقف تلك المجازر في اي يوم.
لقد فشلت قوة الاحتلال العسكرية والامنية في السنوات الاخيرة في كل جولة قتال مع فصائل المقاومة، سواء في غزة او لبنان، وكل قوتها العسكرية والاستخباراتية لم تنجح في كسر المقاومة وهزيمتها، وبالتالي لجأت الى شن غارات قاتلة ومميتة على المدنيين من اجل الضغط على المقاومة للاستسلام بعد ايقاع اكبر عدد من الخسائر، وهو الامر الذي تكشف بعد الحرب.
في عدوان 2014 وحسب الاحصائيات الدولية فقد استشهد 1742 فلسطينيا 81% منهم من المدنيين، بينهم 530 طفلا و302 امرأة و64 لم يتم التعرف على جثثهم لما أصابها من حرق وتشويه.
ودمر القصف الإسرائيلي للقطاع 62 مسجدا بالكامل و109 مساجد جزئيا، وكنيسة واحدة جزئيا، و10 مقابر إسلامية ومقبرة مسيحية واحدة، كما فقد نحو مائة ألف فلسطيني منازلهم وعددها 13217 منزلا، وأصبحوا بلا مأوى.
ونشرت القناة الثانية العبرية شهادة لاحد جنود جيش الاحتلال الذين شاركوا في عدوان الجرف الصامد على قطاع غزة عام 2014، والذي كان قد ادلى بهذه الشهادة اضافة الى جنود اخرين الى منظمة كسر الصمت التي قامت بنشرها ، والتي تثبت ان جيش الاحتلال اطلق النار بدون تحديد اي اهداف عسكرية على منازل المواطنين المدنيين في القطاع.
بعد عدوان 2014 نشرت القناة العبرية الثانية مقابلة مع احد جنود الاحتلال في وحدة المدرعات في جيش الاحتلال الذي اكد صحة اطلاق الجنود للنار دون الحاجة لذلك بعد مقتل احد زملائهم في العدوان وان الجنود تلقوا تعليمات باطلاق النار وفاء لذكراه، مضيفا "نعم لقد سمح لنا قادتنا بالرد بحرية كاملة وتامة عندما يقتل احد زملائنا احياء لذكراه او انتقاما له بالطريقة التي نراغب بها."
واضاف الجندي الذي رفضت القناة الكشف عن اسمه قائلاً "ان اطلاق النار كان على المنازل وعلى اهداف عشوائية، وكل طاقم من الدبابات مخول باختيار الهدف لنفسه واطلاق النار عليه" مضيفا "نعم هذه الاهداف التي بدت وكأنها مرتفعه وربما للونها او لارتفاعها، ببساطة اختيار عشوائي ، فكنا نقول هيا نطلق النار على هذا المنزل .. لماذا؟ لا اعلم ما السبب فقط لاني اشعر انه غير جميل، بهذا الشكل قمنا باختيار اهدافنا".
وحول توفر معلومات استخبارية لديهم عن وجود عائلات في تلك المنازل، قال الجندي "في هذه اللحظات لم يكن لدينا اي معلومات وبعد ذلك لم يخبرنا اي احد، نحن بكل بساطة اطلقنا النار بشكل عشوائي ".
اما عن اطلاق الجنود النار على المدنيين الذين يسيرون بالشوارع من مسافة 200 متر من الدبابة ، قال الجندي " التعليمات التي تلقيناها هي اننا يجب ان نتصور بأن كل من يتواجد في هذه الدائرة التي تبعد 200 متر عنا وهو ليس ساذجا، هو بالحقيقة يشكل خطرا علينا، هم اقنعونا بذلك وكل من يتواجد في دائرة مساحتها 200 متر مصيره محسوم .. هكذا تصرفنا طوال العملية"
واضاف "عندما كنا نشاهد الاشخاص حولنا على نطاق 200 متر او اقل كانوا هدفا لقواتنا، وكل من كان يمر من هناك كنا ننتظر بضعة دقائق.. ولكن عندما كنا نقرر اطلاق النار كان الهدف هو القنل".
وعن هواية سائقي الدبابات الاسرائيلية في سحق المركبات الفلسطينية الواقفة على الطرقات، قال الجندي "نعم كانت هناك رغبة كبيرة لدى السائقين بالصعود على المركبات بالدبابات، وكانوا يتنافسون فيما بينهم على سحق عدد اكبر من هذه المركبات، هكذا تصرفنا، كان السائقون يتنافسون على فعل ذلك ".
وحول ما جاء في افادته بشأن حادثة (صباح الخير للبريج) قال الجندي "بعد دخولنا في الصباح قرروا ايقاف الدبابات صفا واحدا امام حي البريج، وفي الصباح الباكر في ساعات النهار الاولى قررنا ايقاظ السكان من النوم لنقول لهم صباح الخير فقد تلقينا الاوامر باعداد الدبابات وتلقينا الاوامر بانتظار العد التنازلي للقائد الذي بدأ بالعد التنازلي، وهنا ايضا كل دبابة اطلقت قذيفتها على الهدف الموجود امامها مثل منازل كبيرة متعددة الطوابق او بحسب لونها وهم اطلقوا على هذه الطقوس صباح الخير للبريج".