اطلس- أكد مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنر يوم أمس الأربعاء،
خلال اجتماعه بمجموعة من السفراء ما نشرته "القدس" يوم الاثنين الماضي نقلًا عن مصادر مطلعة ترجيحها إعلان "صفقة القرن" خلال شهر حزيران القادم.
وحثّ كوشنر السفراء على التحلي بـ"عقلية منفتحة" تجاه مقترح الرئيس ترامب المنتظر للسلام في الشرق الأوسط، وأكد لهم أن المقترح سيتطلب تنازلات من الجانبين.
ونقل المصدر عن كوشنر قوله إن خطة السلام الأميركية المعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن" ستعلن بعدما تشكّل إسرائيل حكومة ائتلافية في أعقاب فوز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالانتخابات.
وأفاد المصدر -الذي طلب عدم نشر اسمه- نقلا عن كوشنر قوله: "سيكون على الجميع النظر في تنازلات معقولة تتيح تحقيق السلام".
في سياق متصل، أعلن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون مساء أمس، أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لن ينفذ وعده الانتخابي بضم مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة قبل إعلان الولايات المتحدة خطتها المرتقبة للسلام.
وقال دانون للصحافيين بشأن الوعد الانتخابي "لا أظن أننا سنقوم بأي خطوة قبل نشر الخطة".
وأضاف "سننتظر ونرى الخطة. سننخرط في هذا المسار وسنرى إلى أين يقودنا"، حسب قوله.
وزعم دانون "خلال السنوات الإحدى والسبعين الماضية دأب الفلسطينيون على قول (لا). هم يختارون الجواب بـ(لا) طوال الوقت ونحن نتوقع ألا يتغير موقفهم، لكني لا أعلم ما سيكون دور شركاء آخرين في المنطقة"، على حد تقديره.
هذا وتحدث سفير إسرائيل في واشنطن، رون ديرمر في حفل استقبال في البيت الأبيض لقادة الجالية اليهودية من المتدينين والذين يدعمون الرئيس ترامب بمناسبة عيد الفصح اليهودي، مطمئنا إياهم بأن الرئيس ترامب يضع مصلحة إسرائيل أولا!
وبحسب صحيفة "جيوش إنسايدر" التي كان مراسلها موجودا في الحفل الذي نظمه البيت الأبيض أمس الأول، قال ديرمر للحاضرين: "أعرف أن الكثير منكم يشعر بالقلق من خطة السلام التي ستنطلق قريبًا. لكن يجب أن أقول، بصفتي سفيرا لإسرائيل، إنني واثق من أن هذه الإدارة – بسجلها الداعم لإسرائيل – وهذا الرئيس سيأخذ اهتمامات إسرائيل الحيوية في الحسبان في أي خطة سيقدمونها في المقام الأول".
وأضاف ديرمر: إن فريق البيت الأبيض الصغير الذي يعمل على الخطة ملتزم بأمن إسرائيل. موضحا أنه اختار التحدث في حفل البيت الأبيض من أجل أن يعرب عن تقديره للرئيس ترامب لدعمه إسرائيل.
وقال إن "إدارة مثل إدارة ترامب - هذا لا يحدث كل جيل - هذا قد يحدث مرة واحدة بعد مرور عدد كبير من الأجيال، وإسرائيل، الدولة اليهودية، والشعب اليهودي ممتنون من الله بعد أن أصبح لديهم إدارة مخلصة مثل إدارة ترامب".
وكان دانيال بايبس، رئيس منبر الشرق الأوسط أحد واجهات اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، والمقرب من الإدارة ومن الليكود الإسرائيلي، قد كشف الأسبوع الماضي أن الخطة الأميركية تتضمن عاصمة للفلسطينيين في القدس تشمل بلدة أبو ديس وجبل المكبر وسيطرة مشتركة مع الأردن على الأماكن المقدسة. كما يسيطر الكيان الفلسطيني بشكل كامل على مناطق "أ" و "ب" في الضفة الغربية، وأجزاء من المنطقة "ج"، بما يشكل 90٪ من الضفة الغربية، فيما تمنح مصر والأردن ولبنان المزيد من الحقوق لسكانها الفلسطينيين (توطين). كذلك تشمل نقل المستوطنين اليهود المتواجدين في مدن الضفة الغربية الأصغر إلى المستوطنات الأكبر، ومنح ممر بري يربط الضفة الغربية وقطاع غزة عندما تستعيد السلطة الفلسطينية السيطرة عليها، كما توفر الوصول الفلسطيني المؤقت إلى بعض الموانئ والمطارات الإسرائيلية المختارة إلى حين أن تبني الصناديق الأجنبية منشآت حصرية للفلسطينيين.
وتتعهد الولايات المتحدة بتنظيم حزمة مساعدات اقتصادية ضخمة (ربما 40 مليار دولار، أو حوالي 25000 دولار لكل فلسطيني مقيم في الضفة الغربية) "توفرها الدول العربية النفطية الثرية".
في المقابل، سيُطلب من الفلسطينيين القبول باستمرار السيطرة العسكرية الإسرائيلية على كل حدود فلسطين ومجالها الجوي والبحري وغور الأردن؛ والاعتراف القانوني من قبل حكومة الولايات المتحدة (وربما ضم إسرائيل) للمستوطنات اليهودية الكبرى (الكتل الاستيطانية) التي تصل إلى 10 في المائة من الضفة الغربية، وتخلي الفلسطينيين الكامل عن "حق العودة" للفلسطينيين الذين يعيشون خارج إسرائيل لصالح التعويض".