أطلس- وكالة الحرية الاخبارية -اختار الأسير المريض محمود أبو صالح الأيام الأولى من شهر رمضان لنشر وصيته، بعدما فقد الأمل من جانب كافة الجهات للإفراج عنه ليتلقى العلاجات الطبيّة العاجلة لإنقاذ حياته.
ويعاني الأسير أبو صالح من ورم مجهول في الحنجرة، يتضخم بشكل متلاحق، في وقت ترفض إدارات سجون الاحتلال الإفصاح عن طبيعة المرض بعد أخذها عينّات للفحوص الطبية قبل عدّة أشهر، ما يصاعد مخاوف عائلته من كون نجلها مصاب بورم سرطاني.
وفي هذا الصدد، تقول "أم سلامة" والدة الأسير محمود أبو صالح تقول إنّ آمالها وأمنياتها تصبو نحو إفراج عاجل لنجلها ليتمكن من تلقّي العلاجات الطبية اللازمة له.
وتضيف "رمضان شهر الرحمة، فلماذا لا يرحمنا الاحتلال ويفرج عن ابني المريض جدا الآن، ليعيش بيننا أيامه، ولتتوقف معاناتنا الدائمة وحالة القلق التي لا تنقطع والتي نعيشها باستمرار".
وتبيّن أنّ نجلها المعتقل منذ أحد عشر عاما قضى حتّى اللحظة نصف محكوميته، وهو يعلن اليوم عن وصيّته، لافتة إلى الحزن العميق الذي يعتمل صدرها اليوم، معربة عن خوفها من فقدانه بشكل نهائي بسبب الإهمال الطبيّ في سجون الاحتلال والذي يستهدف ابنها على وجه الخصوص.
وتؤكد الوالدة أنّ الموت والحياة بيد الله تعالى، مشيرة إلى رضاها بما يقسمه الله لنجلها من الحياة، لكنّها تشير في الوقت نفسه إلى أنّها تتلوى حزنا وألما على نجلها الذي تتمكن من زيارته بين الفينة والأخرى، دون أن تقوى على تقديم أيّ مساعدة له، وهي تلاحظ التراجع الواضح الذي يطرأ كلّ يوم على صحّته، وعلى وزنه.
أمّا غسّان أبو صالح قريب الأسير أبو صالح، فيوضّح لوكالة "صفا" أنّ قضيّة محمود وغيره من الأسرى المرضى تستدعي وقفة من جانب كافة المسؤولين الفلسطينيين للعمل الجاد نحو التخفيف من معاناتهم والضغط على الاحتلال لتقديم العلاجات الطبية لهم أو الإفراج عنهم.
ويقول: "لا يعقل أن يصاب الأسير محمود أبو صالح بورم يفتك كلّ لحظة في جسده، ولا نجد التحرك الشعبي أو الرسميّ المطلوب للإفراج عنه، معتبرا الأسرى هم مقاومو الشعب وقيادته ونبضه، ويجب وقوف الكلّ عند مسؤولياته تجاههم، للعمل من أجل الإفراج عنهم في أسرع وقت ممكن، ووقف التهديد الحقيقي على حياتهم.
ويشير إلى أنّ المطلوب الآن لقضيّة الأسير محمود أبو صالح تحرّكا شعبيا عاجلا، ووقفة من جانب الجميع، لإيصال رسالة للاحتلال أنّ محمود ليس وحيدا في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الآن.
وفيما يلي نصّ الوصيّة:
" أوصي بدفني في مقبرة النبي نوح، قرب ضريح الشهيد رفيق درب الكفاح جميل أبو عطوان، وإنني أتبرع بأعضائي للمرضى المحتاجين وأتبرع لقرنية عيني للأسير منيف أبو عطوان، وإنني أحتسب سنوات الأسر عند الله تعالى".
ويضيف أبو صالح في وصيّته " إنّني كوني في الأسر، فلا أستطيع محاسبة المسؤولين الذين قصّروا في علاجي وإطلاق سراحي، وإنّني لن أسامحهم، وسوف أحاسبهم يوم الحساب الأكبر عند الله سبحانه وتعالى، وإنّ التاريخ لن يرحم هؤلاء، وإنّ الأجيال القادمة ستروي قصص الأسرى الشهداء الأبطال وستلعنون وسيلعن كل مقصّر بحقهم".
ويتابع " وإنّي عندما قرّرت مقاومة الاحتلال لم أكن أنتظر شيئا من أحد، ولكن واجب المسؤولين وأصحاب القرار أن يهبّوا للإفراج عنّا، لأنّ الإنسان أغلى ما نملك، والأسير هو خطّ الدفاع الأول عن هذا الشعب".
"وإلى لقاء في جنّة صحبة مع الأنبياء والصدّيقين والشهداء، وسنغادر هذه الحياة برغدها ونتركها للمسؤولين المقصرين، ولكن أقول لهم سيكون لنا لقاء عند الحاكم العادل رب العالمين".
أخوكم الأسير المريض محمود أبو صالح.