خيمة اي قائد تكون ايضا سعتها وشمولها بحسب عدد الأعمدة حول العمود الأساسي وفِي حالتنا الفلسطينية العمود الاساسي الرئيس ومهم ان نجد أعمدة تسانده حتى تغطي خيمتنا كل الوطن باشخاص يكونوا قادة مهنين على راسهم رئيس الوزراء، وكذلك الوزراء والوكلاء والقضاء والتشريعي ورؤساء البلديات والمجالس القروية والاجهزة الأمنية، مع وجود خصوصية واستقلالية لهم، بصورة تكاملية دون الإجراءات البيروقراطية ، انتشار الأعمدة صاحبة القرار في كل بقعة من الوطن تجعل خيمتنا تغطي كل مواطن وتخدمه.
الخيمة فيها مرافق مستقلة مثل الضيافة وغرف النوم والمطبخ وحتى مكان المواشي، وخيمتنا الفلسطينية تحتاج لقضاء مستقل ونزيه وتشريع قوانين تضاهي الدول المتقدمة وسلطة تنفيذية تخدم الشعب وتنفذ القوانين المعتمدة وتحت رقابة شاملة من الرقابة داخل كل وزارة ورقابة خارجية من خلال ديوان الرقابة ورقابة التشريعي وحتى الرقابة الشعبية من خلال النقابات والاتحادات المنتخبة.
في خيمتنا نحتاج للعمل الجماعي والمشترك من خلال اشراك كل الشرائح في القرارات لانه في حال تكرست القرارات بيد عمود واحد فان هذه الخيمة لن تغطي اكثر من مواطن واحد، وهنا يكون الغضب من الاخرين لان معظمهم سيكون في العراء بلا خدمات ويتعرض للظلم واستغلال الأفراد لصالح فرد ، القائد يسند القائد والعمود يسند العمود وضعف اي واحد سيؤثر على قوة الخيمة التي تنهار لمجرد هبوب رياح مهما كانت خفيفة، فما بالكم بفلسطين التي تتعرض لعواصف واعصارات دائمة من الاحتلال الاسرائيلي.
عندما نكلف رئيس للوزراء يحمل عن الرئيس هموم المواطن من اقتصاد وامن وصحة وتعليم وخدمات بلدية واتصالات وزراعة بمهنية ووفق قانون من خلال خيارات تخضع للتمحيص من لجان ومجالس سواء تشريعي او حتى من يفرز من الأحزاب لماذا لا يخضع لمصادقات هيئاتها ففتح لها مجلس ثوري والفصائل لها مكاتب سياسية، هنا تكون قدرة العمود الاول فقط التفرغ لرفعة الخيمة وشموخها وكرامتها وتغطية الجانب السياسي وصفقة القرن دون الانشغال بقضايا داخلية والتي على رئيس الوزراء والوزراء تغطيتها، وهذا يشمل ايضا ان تحاول الفصائل والنقابات اعادة بناء خيمتها بالانتخابات والديمقراطية وضخ دماء جديدة بحيث يتم بناؤها وفق الأعمدة المتعددة والتي يسند كل منهما الاخر لممارسة الرقابة الشعبية الفعالة على اداء الحكومة وفق حاجات أعضائها.
الخيمة الفلسطينية تحتاج الان وبشكل كبير لأعمدة كثيرة تلتف حول العمود الاساسي لمواجهة العواصف والاعصارات السياسية الخارجية والداخلية، و هذه الحكومة عليها ان تختار رجالها لآداء المهام بفاعلية حيث استلمت خزينة خاوية واقتصاد مدمر ، واستهداف سياسي خطير للقضية الفلسطينية عليها التغلب على ذلك والإبحار بالسفينة رغم تلاطم الامواج.
أفراح الشارع بالتغيير الحكومي عبيء كبير عليها، ومحفز قوي لها لكي تكون عند حسن الظن، وعليها العمل لتلبية حاجات المواطن دون أثقاله بالضرائب وفتح مشاريع استثمارية وخلق فرص عمل للشباب ودعم صمود المواطن وفق ما يتوقعوه.
بعض الوجوه التي جربها الشارع واستهلكت نفسها ولم يعد لديها اي شي في جعبتها لتقديمه للمواطن سيكون لوجودها اثر سلبي واحباط ان لا تغيير جديد لآداء هذه الحكومة ، لان البعض مر عليه في بعض المواقع عشرات السنين دون اي تغيير للواقع او اي إضافات سوى تغيير بدلاته وسياراته ، القيادات كثيرة لدى شعبنا والكرات الموجودة ويمكن تكليفها لدى الشعب الفلسطيني اكثر بكثير من عدد احجار البلياردو، حيث شاهد البعض التغيرات او التعديلات السابقة كانت تكليف فلان من سفير الى وزير ثم تحول فلن من وزير لسفير، او من يخسر انتخابات تشريعي لوزير ، دون ضخ دماء جديدة موثوقة للشارع ، شعبنا منتشر ليس فقط في فلسطين وإنما في الشتات وتحت احتلال يقمع ويقتل ويعتقل ويضع الحواجز ويصادر الارض والحريات يحتاج لخيمة كلها أعمدة وتتسع لهم وتحميهم وتعطي لهم امل وصمود في وجهة حالة من الجمود ، الشارع يلاحظ ان تغيير سيحصل وظن الشارع لن يخيب.
هذا كله يحتاج مثل هذا التغير وهذه القرارات من عمود الخيمة، وواجبنا ان نكون معه أعمدة نحمي خيمتنا ونحميه لان عمود الخيمة اساس قوتها.