وصلت قوات فرنسية ومالية اليوم الأحد إلى مدينة تمبكتو في شمال مالي بعدما سيطرت قبل ذلك على غاو دون مقاومة تذكر من المجموعات المسلحة, في حين قصف الطيران الفرنسي اليوم مدينة كيدال, وهي آخر معقل كبير للمسلحين في الشمال
وقال مصدر عسكري مالي إن القوات الفرنسية وصلت مساء أمس إلى مداخل تمبكتو (900 كيلومتر شمال شرقي باماكو) في اليوم السابع عشر من بدء التدخل الفرنسي.
وأضاف أن تلك القوات التي توقفت خارج المدينة لم تواجه بعد أي مقاومة من جانب المسلحين التابعين لحركات بينها أنصار الدين والتوحيد والجهاد في غرب أفريقيا.
وكان رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرولت قد قال أمس إن القوات الفرنسية والمالية ستدخل تمبكتو قريبا, معلنا في الأثناء رفض بلاده أي مساومة حول سبعة فرنسيين محتجزين في منطقة الساحل الأفريقي. وكان إيرولت يرد على اقتراح من حركة التوحيد والجهاد بالتفاوض لإطلاق أحد الفرنسيين المخطوفين في شمال مالي.
وقبيل الإعلان عن وصول جنود فرنسيين إلى مداخل تمبكتو, أكدت مصادر مالية أن طائرات فرنسية قصفت أمس مواقع في مدينة كيدال (1500 كيلومتر شمالي باماكو) التي تقع بالقرب من الحدود بين مالي والجزائر.
وقال أحد تلك المصادر وسكان محليون إن الغارات دمرت منزل قائد حركة أنصار الدين إياد آغ غالي, وهو عضو سابق في الحركة الأزوادية المسلحة, واستهدفت أيضا معسكرا كانت تستخدمه الحركة التي تسيطر على المدينة.
وكانت تقارير ذكرت أن المسلحين الإسلاميين انكفؤوا إلى كيدال التي توجد فيها جبال يمكن الانطلاق منها لشن عمليات. وفي وقت سابق, قالت مصادر خاصه في تمبكتو إن مواقع في المدينة يعتقد أنها مقار للمسلحين تعرضت لغارات فرنسية الليلة الماضية, مشيرا إلى حالة من الذعر بين من تبقى من السكان.
وذكرت مصادر إنه بعد انسحاب المقاتلين من جل المدن والبلدات التي كانوا فيها, باتت صحراء مالي أرضا للمعركة. وفي وقت سابق قال قياديون في المجموعات المسلحة إنهم لم يتكبدوا خسائر تذكر في العمليات البرية والجوية, ولوحوا بحرب عصابات.
وكانت القوات الفرنسية والمالية قد سيطرت أمس على مدينة غاو (1200 كيلومتر شمال شرقي باماكو) التي كانت تحت سيطرة حركة التوحيد والجهاد.
وقالت وزارة الدفاع الفرنسية إن قوات خاصة فرنسية -مدعومة بوحدات مالية وأخرى من تشاد والنيجر وصلت جوا- باتت تسيطر تماما على غاو التي كانت تحت سيطرة حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وأضافت أنه لا يمكن الحديث عن معارك حقيقية بالمدينة، بل فقط عن "مناوشات" مع المسلحين. وكان الجيش الفرنسي تحدث عن مقتل عشرات المسلحين خلال الهجوم الفرنسي على غاو الذي شاركت فيه مقاتلات ومروحيات، مؤكدا تعرض القوات الفرنسية لإطلاق نار داخل المدينة.
وقال مصدر متحدث باسم الجيش الفرنسي إن جنودا أفارقة قدموا إلى غاو جوا من النيجر المجاورة, وباتوا يسيرون دوريات في المدينة مع جنود من مالي ونيجيريا.
ووفقا لشهادات, فإن عددا من السكان رحبوا بقدوم القوات الفرنسية والأفريقية إلى المدينة التي شهدت مع ذلك بعض أعمال النهب. وقبل تمبكتو وغاو, استعاد الفرنسيون والماليون مدنا وبلدات في وسط البلاد بينها كونا وديابالي وموبتي.
وقبيل القمة الأفريقية التي تعقد اليوم وغدا, قررت دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) مضاعفة قوتها التي يجري نشرها في مالي ليصل عدد أفرادها إلى 7700 جندي، بينهم 2250 جنديا من تشاد.
وكانت إيكواس تخطط لنشر قوة من 3300 جندي، وقد نالت هذه القوة -التي يفترض أن تتولى زمام العمليات العسكرية في مالي خلال الأسابيع القليلة المقبلة- تفويضا من مجلس الأمن الدولي في ديسمبر/كانون الثاني الماضي.