اطلس-قال مدير عام مصرف الصفا الاسلامي، نضال البرغوثي، ان المصرف شكل قصة نجاح بتحقيق نمو وايردات خلال فترة وجيزة، استطاع خلالها تقديم تسهيلات مالية تتجاوز 100 مليون دولار
بما يتوافق مع احكام الشريعة الاسلامية، كما وساهم في تغيير الصورة النمطية عن قطاع الصيرفة الاسلامية في فلسطين بتخفيضه الاسعار وقيم الربحية العالية التي كان متعارف عليها بين الجمهور.
وتحدث البرغوثي في مقابلة مطولة، مع "القدس" دوت كوم، حول مستقبل المصرف وفرص نجاحه، وخدماته الجديدة المتوافقة مع الشريعة الاسلامية، وواقع القطاع المصرفي الاسلامي في فلسطين، ونموه في ظل استحداث منتجات جديدة تواكب الشريعة الاسلامية والتطور التكنولوجي.
وفيما يلي نص المقابلة كاملة:
س: بالرغم من حداثة نشأة مصرف الصفا التي لم تتجاوز العامين، الا انه حقق نموا وقدم تسهيلات وصلت الى 100 مليون دولار، ومحفظة قاربت على 70 مليونا، كيف نجحتم في هذه الفترة الوجيزة ؟
البرغوثي: نعم البنك استطاع تحقيق نمو ونجاحات كبيرة خلال فترة وجيزة، معتمدا على عنصرين أساسين: أولهما، المنتجات الجديدة المتوافقة مع الشريعة الاسلامية التي قدمها المصرف، وباسعار تنافس البنوك التجارية، والعنصر الثاني، الموارد البشرية للبنك من الادارة ومجلس ادارة المصرف، الذين يملكون خبرة واسعة وعلاقة متشعبة استطاعت استقطاب الكثير من الزبائن ورفد المصرف، وكذلك استقدم المصرف هيئة شرعية ذات خبرة كبيرة باعتبارها عاملا حاسما في نجاح البنوك الاسلامية، حيث انه ونتيجة العلاقة الطيبة التي تربطني مع امين عام اتحاد علماء المسلمين، الدكتور علي القرة داغي، وافق مشكورا ان يكون القائم على الهيئة الشرعية لمصرف الصفا، وهذا يعني اننا نقلنا خبرة 40 عاما الى مصرف الصفا، ساهمت باطلاق منتجات جديدة اخترقت السوق، كما ومنحت الهيئة الشرعية التي يرأسها الدكتور علي قوة للبنك وشكلت نجاحا له.
س: ما هي البرامج والخدمات التي يقدمها المصرف؟
البرغوثي: يقدم المصرف الخدمات الحديثة والتقليدية المتوافقة مع احكام الشريعة الاسلامية، كما وأضاف خدمة جديدة لقطاع الصيرفة الاسلامية في فلسطين بتقديمه تمويلا للعلاج، وخدمة المساعدة بالانجاب، حيث قام البنك بالتعاقد مع عدد من مراكز الانجاب والمستشفيات، وتم تقديم الخدمة بدون اي زيادة على المواطن، إضافة الى خدمة التعليم، حيث تم توقيع اتفاقية مع جامعة النجاح الوطنية، وقريبا سيتم التعاقد مع بقية الجامعات. وخلال الفترة القريبة سنطلق خدمات جديدة متوافقة مع احكام الشريعة الاسلامية، ستلبي رغبة الكثير من تطلعات المواطنين الراغبين بالحصول على تمويل اسلامي، كما ونسعى لاستقطاب مختلف الشرائح المجتمعية بما فيهم الاخوة المسحيين باعتبار ان الخدمة التي نقدمها تنافس البنوك الاخرى، ولا تقتصر الخدمات المقدمة على الشريحة المتدينة في مجتمعنا.
س: كيف تنظر الى واقع الخدمات المصرفية الاسلامية في فلسطين ؟
البرغوثي: واقع الخدمات المصرفية اقل من المطلوب "كنسبة وخدمة"، حيث ان الخدمة المقدمة تشكل ما نسبته 12% من حجم الطلب الذي يزيد عن 30% ويصل الى اكثر من 50% في بعض المنتجات، فهناك فجوة بين الطلب والعرض، ناتجة عن عدم وجود منتجات متوافقة مع احكام الشريعة الاسلامية تلبي حاجات المواطن في التمويل، اضافة الى ان ارتفاع معدل التكلفة مقارنة بالبنوك التجارية وعدم وجود خدمة متطورة من بطاقات الائتمان، و"فيزا"، ونحن في مصرف الصفا قمنا باستحداث خدمات جديدة في السوق، وقدمنا الخدمات الالكترونية الاحدث، وقمنا بتخفيض الاسعار في محاولة لسد هذه الفجوة.
س:على ضوء ما تحدثتم به بشأن وجود فجوة في القطاع المصرفي الاسلامي في فلسطين، كيف ستساهمون في سد هذه الفجوة؟ وما هي توقعاتكم لنمو القطاع المصرفي الاسلامي؟
البرغوثي: الصناعة المصرفية تتطور، وفي كافة الاتجاهات الداخلية والخارجية، والخبرات التراكمية وعلاقات ادارة ومجلس ادارة "الصفا" يجب ان تستثمر لتطوير هذا القطاع، حيث فاز مصرف الصفا كممثل عن المصارف الفلسطينية بعضوية مجلس ادارة "المجلس العام للمنظمات والمؤسسات المصرفية الاسلامية في العالم"، وهو يشمل 130 مؤسسة مصرفية من معظم الدول التي تتعامل بالصيرفة الاسلامية، ويضع سياسات وخطط لكل ما يهم الصناعة المصرفية الاسلامية، من أجل الارتقاء بخدمات المصارف الاسلامية، وهو مدخل لتطوير الصيرفة في فلسطين، حيث نواجه مشكلة في الخبرات. لذلك طلبنا مدربين من الاتحاد لتطوير هذا القطاع في فلسطين، وتم الاستجابة لطلبنا وبدأنا بخطوات عملية لتدريب بشأن كل ما يلزم لتطوير الصناعة المصرفية، وفي حال نجحنا في تطوير هذه الخبرات سيكون نمو البنوك الاسلامية أسرع من نمو البنوك التجارية، وهذا يتطلب تطوير الموارد البشرية واستحداث منتجات جديدة وتطوير الخدمات التكنولوجية لهذا القطاع.
س: البنوك الاسلامية متهمة بانها ذات قيمة ربحية أعلى من البنوك العادية ؟
البرغوثي: الربحية العالية كانت جزءاً من العوائق أمام تطور قطاع الصيرفة الاسلامية في فلسطين، وهذه الصورة بدأنا في تغييرها منذ قدومنا (مصرف الصفا)، حيث قدمنا أسعارا مخفضة، ولدينا منتجات باسعار أقل من البنوك التجارية، واستطعنا ان نجبر بعض البنوك الاسلامية العاملة في فلسطين على تخفيض اسعارها. لذلك نحن ننافس البنوك التجارية ونعمل على تغيير هذه الصورة النمطية عن البنوك الاسلامية، الا انه يجب التنويه الى أن البنوك الاسلامية كلفتها بالاقراض أعلى من البنوك التجارية، حيث نواجه في فلسطين عدم استقرار مالي، وهذا ينعكس علينا، ففي بعض الاحيان تنقطع الرواتب وبالمقابل لا يدفع المقترض اي زيادة ( ليس مسموح لنا من الناحية الشرعية اقتطاع اي فوائد او زيادات) مما يشكل عبئاً علينا بالدفع للاشخاص المودعين في المصرف، بينما تفرض البنوك التجارية غرامات في مثل هذه الحالات، اضافة الى انها تُقيد فوائد اضافية، وبالتالي فأن التكلفة أعلى من البنوك التجارية، ومن المنطقي ان تكون البنوك الاسلامية اعلى من البنوك التجارية لكن ضمن المعقول.
س: ماذا حقق البنك خلال فترة عملكم، وما هي خططكم القادمة للانتشار وفتح فروع جديدة؟
البرغوثي: ما حققناه قد يكون اختراقا للسوق، وقصة نجاح، فقد قدمنا تسهيلات تقارب 100 مليون دولار في فترة لا تتجاوز العام ونصف العام، ومن خلال فرع رئيسي وحيد في مدينة رام الله، وفروع جديدة مستحدثة منذ بضعة اشهر، وتجاوزت الودائع 70 مليون، والمحفظة نظيفة بدون تعثرات. ونخطط للتوسع في قطاع غزة حين ستسمح الظروف بذلك، فهي سوق رئيسية ضمن خططنا، وما يعيق توسعنا مرتبط بامور لوجستية، حيث لا نستطيع فتح فروع بالكادر البشري الحالي، لذلك فاننا نعمل على تطوير مواردنا البشرية بالتزامن مع فتح فروع جديدة تدريجيا. والان نعمل على افتتاح فرع لنا في مدينة جنين واخر في مدينة البيرة، ولاحقا سيتم افتتاح اكثر من فرع في المدينة الواحدة، ولكن التوسع لن يكون على مستوى الخدمة.