اطلس- روح تعال، تعال روح
في ربيع 2013 أصابني ألم في صدري، فتوجهت الى عيادة الطوارئ في مستشفى جامعة ميسوري الأميركية، كانت العيادة تعج بالمرضى، وما إن قلت إنني اشتكي من ألم في صدري حتى أُعطيت لي الأولوية وتم وضعي في غرفة خاصة، وتداعى عدد من الممرضين والمرضات بالاضافة الى طبيبين لفحصي. جاؤوا بكل الاجهزة لاجراء الفحوص وأخذوا عينات الدم دون ان اتحرك من مكاني، صحيح انني دفعت 600 دولار مقابل هذا (اعادها لي التأمين مباشرة) ولكنني خرجت من هناك مطمئنا ومرتاح البال. في بلادنا، أنت مريض، اي تشتكي من ألم او علة، لا عليك، روح افحص دم، وتعال، روح صوّر أشعة وتعال، وان لم يكن الامر متوفراً في المركز الصحي حيث انت، روح الى مركز آخر وتعال. اقسم بالله أنني رأيت ولداً في احد المختبرات الطبية يصرخ من الالم للاشتباه بالتهاب الزائدة الدودية كان ارسله طبيب من مركز صحي لاجراء صورة طبقية في مركز آخر!
طريق الآلام
أدفع سنوياً ما يقارب 1400 دولار كتأمين صحي لدى احدى الشركات الخاصة، كغيرها ادخلت نظام الشريحة الذكية على بطاقتها والتي من المفترض ان تسهل على المؤمّن لا أن تصيبه بالجنون. يوم امس كنت عند طبيب العظام في زيارة تتكرر كل حوالي شهر بعد اصباتي في قدمي. الخطوة الاولى ان تسجل للدخول الى الطبيب، هذا معهود في كل المراكز الطبية. ثم الدخول الى الطبيب، وبعد الفحص يطلب منك صورة اشعة، فعليك ان تذهب الى موظفة تدخل بيانات التأمين في الحاسوب، ثم تذهب الى الشباك لتقطع وصلاً، ثم تذهب للتصوير، وتعود للطبيب الذي بدورة يصف لك دواء، فتذهب مرة أُخرى لموظفة التأمين لإدخال الدواء في الحاسوب، ثم تذهب الى الصيدلية فيبدأ الصيدلاني بصرف الدواء ويتوقف ويقول «عليك الانتظار حتى تأتي موافقة شركة التأمين على واحد من الادوية وهو دهون خارجي لتخفيف الآلام.» أنت كمريض، تعاني من وجع في قدمك «تتشحطط» من مكان لآخر، ثم تقف منتظراً موافقة شركة التأمين على صرف مرهم. في تلك اللحظات لن تطيق ان يقول لك احدهم «مرحباً»، لانك ستنفجر حتماً! وفي المقابل سينفجر الموظف او الموظفة من ذلك الحمل الثقيل الذي عليهم تحمله، فانت تذهب هناك مرة، ولكنهم هناك كل دقيقة يتعاملون مع مختلف الامزجة التي تكون في معظمها غاضبة!
مقلوبة
ليست بالباذنجان ولا الزهرة، وهي أصلاً ليست من أنواع الطبيخ، وانما ظاهرة يحبها اصحاب «الكروش». في معظم مؤسسات ووزارات السلطة، وايضاً في المؤسسات الاهلية ومن ضمنها NGOs ترى اوراقاً مقلوبة على طاولة الموظفين، بحيث لا يستطيع من يجلس امام الطاولة من ضيوف او موظفين جاؤوا لتمضية الوقت ان يروا ما كتب على هذه الاوراق. بالطبع لا تأتي هذه الظاهرة من فراغ، فالكل يتلصص على الكل، والكل يحاول ان يحجب المعلومات عن الكل. والسبب حتى يكون الشخص هو «الكل في الكل»!
والله واصل
يقولون فلان واصل، يعني أنه يستطيع فعل كل شيء ولا تقف أمامه عقبة. والواصلون في بلادنا كثيرون، منهم الواصلون بجدارة، ومنهم «الوصوليون». ومن أجل ان تنجز معاملة في مؤسسة حكومية او حتى في بعض الشركات الخاصة ومنها الخدمية لا بد ان يكون الشخص واصلاً. والواصل درجات، هناك من هو واصل مباشرة، وهناك من هو واصل الى شخص واصل. قال زميل لي إنه وزميله واصلان في احدى المؤسسات لانهما يعرفان المسؤولين فيها، فقلت لهما «والله جدّ، وانا واصل كمان»، ضحكا بسخرية وتساؤل «كيف؟» اجبت «لانني واصل لكما أيها الواصلان»!
لو كنت مسؤولاً
في زارة الصحة، لشددتُ الرقابة على المراكز الطبية والصحية والمستشفيات بشكل عام وبالاخص في مسألة النفايات الطبية. فلا يعقل ان يجرّ عامل النظافة سلة النفايات وقد كتب عليها «نفايات طبية»، ويلقي بمحتوياتها في حاوية الزبالة الموضوعة عند حافة الطريق. فالنفايات الطبية قد تحتوي على حقن وضعت في اجسام مرضى يعانون من امراض معدية، او دماء ملوثة. وحتى قفازات الاطباء او الممرضين قد تحتوي على جراثيم تنتشر من خلال حاوية الزبالة. فالاصل ان يكون لهذه النفايات حاوياتها الخاصة البعيدة عن المواطنين.
الشاطر أنا
طول عمري بفكر إنه الوظيفة ما بتجيب همها، يعني اليوم منيحة وبكرا الواحد آخرته لازم يتقاعد، وعلشان هيك بفكر دائماً إني أفتح بزنس. بس البزنس في هالبلد مضروب، يعني ما في اشي الا في حدا سبقني وعِملُه. بس وين، قبل كم يوم أجتني فكرة جهنمية، أفتح مدرسة لتعليم المشي. الفكرة بسيطة، في مدارس لتعليم السواقة، بس ما في مدارس لتعليم المشي. يعني الواحد لازم يتعلم كيف يقطع الشارع، وكيف يمشي على الرصيف بين كل هالناس والكراتين والوسخ، وكيف يمشي ويتزروق بين السيارات اللي واقفة غلط، كيف ياخذ حذره من سيخ كباب ممكن ييجي في عينه او زيت مقلي الفلافل اللي ممكن يوقع عليه، وكيف يوطي راسُه بلاش فستان وِلّا جلباب من اللي معلقين من فوق يعلق براسُه ويعمي ضوُّه، وكيف يهرب من الدم اللي بيسيل من اللحمة المعلقة من فوق. وفكرت انه تشجيعاً لأول مئة طالب مشي، إني أعطي خصم 70%، المهم إني أعلّم الناس شطارة المشي!