اطلس- يواصل المئات من المسافرين العالقين في قطاع غزة، لليوم الخامس على التوالي
الاعتصام أمام بوابة معبر رفح البري المنفذ البري الوحيد مع الحدود المصرية احتجاجا على إغلاق المعبر رغم الوعود التي أطلقها مسؤولين من مختلف الجهات لفتحه عقب اتفاق المصالحة.
ويشارك في الاعتصام مرضى وطلاب وحالات إنسانية مستعصية جميعها بحاجة ماسة للسفر، خاصةً وأن غالبيتهم يرون بأن مستقبلهم في خطر، بظل عدم السماح لهم بالسفر وفشلهم في ذلك خلال فتح المعبر منذ أسابيع قليلة لعدة أيام.
وقال موسى عويضة أحد المشرفين على الاعتصام وأحد الطلاب المتضررين من عدم السفر، أنهم سيستمرون في الاعتصام حتى يتم فتح المعبر بشكل كامل أمام الطلاب والمرضى والحالات الإنسانية. مشيرا إلى أنهم بدأوا إضرابا عن الطعام بشكل جزئي وسيتم توسيع الاعتصام والإضراب ويصعدون من خطواتهم في الأيام المقبلة في حال لم يتم فتح المعبر.
ولفت في حديث لـ "القدس"، إلى أن هناك حالات مستعصية وأن عددا كبيرا من الطلاب ينتظرون اللحاق بجامعتهم في عدد من الدول. مشيرا إلى أن هناك طلاب انتهت "الفيزا" الخاصة بسفرهم ما يزيد من معاناتهم. وأن هناك طلاب سيفقدون فرصتهم في الدراسة وستنتهي الفترة المسموح لهم بها بالسفر ما سيحرمهم من حقهم في التعليم كما باقي طلاب العالم.
وذكر أن هناك نساء عالقات بغزة لا يستطعن اللحاق بأزواجهن. مشيرا إلى أن إحدى الزوجات أقدم زوجها على "طلاقها" وأن هناك زوجات أخريات قد يتعرضن لذات الموقف في حال لم يتم السماح لهن بالسفر.
وطالب الجهات المسؤولة بوقف التنسيقات للمسافرين، لافتا إلى أن أصحاب التنسيقات يأخذون أدوار غيرهم من المسجلين قبلهم.
وكان مسؤولون فلسطينيون وعدوا عقب اتفاق المصالحة بوقف ملف التنسيقات، وهو ملف يعتمد على دفع بعض المسافرين أموال لجهات من عدة أطراف كي يتم وضعهم في بداية الكشوفات المسافرة.
وقال عويضة وقد غلبت عليه الحسرة وهو ينتظر مصيره كما المئات بالسفر سريعا "مستقبلنا على البوابة بيضيع، وما حدا مهتم النا ولمشاكلنا، وما بنسمع إلا الوعود". مشيرا إلى أنهم تلقوا وعودا من عدة مسؤولين بفتح المعبر إلا أنه حتى اللحظة لم تتخذ أي خطوات حقيقية وأن ذلك سيدفعهم إلى مزيد من التصعيد.
وتشير إيمان والتي تنتظر لقاء خطيبها في إحدى الدول العربية، أنه في حال لم تنجح بالسفر حتى نهاية العام الجاري فإن خطيبها قد يلجأ إلى "فسخ" الخطوبة.
وتشعر إيمان بحالة من اليأس في ظل الإغلاق الطويل المتكرر للمعبر دون أمل بفتحه مجددا.
وتعد معاناة إيمان واحدة من بين آلاف القصص التي تحمل بين طياتها معاناة المواطنين في قطاع غزة، من بينهم مرضى وطلاب عاجزون عن السفر في ظل الحاجة الماسة إليها.
وعبر المسافرون مع بدء إشراف السلطة الفلسطينية للمرة الأولى منذ عشر سنوات على إدارة معبر رفح، في أن يكون ذلك بداية لإنهاء معاناتهم التي استمرت سنوات. إلا أن فتح المعبر لعدة أيام ومن إغلاقه من جديد أعاد في أذهانهم ذات الصورة التي بقي عليها فتح المعبر.
وقال المواطن أحمد رفعت من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أنه يأمل في أن يتمكن من السفر إلى مصر لاستكمال رحلة علاج في أحد المستشفيات المصرية أو الأردنية. مشيرا إلى أنه بحاجة لمتابعة صحية عاجلة في أحد المستشفيات خارج قطاع غزة لوجود إمكانيات طبية أفضل.
واعتبر أبو موسى في حديث لـ "القدس"، عملية فتح المعبر لعدة أيام فقط مدة غير كافية في ظل الأعداد الكبيرة من أصحاب الحالات الإنسانية الذين ينتظرون دورهم للسفر. مطالبا الجهات المختصة بإيجاد آليات أكثر سهولة لتمكين عدد أكبر ممكن من المسافرين بالمغادرة بسهولة.
وأغلق المعبر ما يزيد على 300 يوم خلال العام الجاري ولم يفتح سوى لعدة أيام، ولم يتمكن طوال العام أكثر من 6 آلاف مسافر فلسطيني من التنقل عبر المعبر ما بين مغادرة وعودة إلى قطاع غزة.