اطلس- أكد الناطق الإعلامي لمركز أسرى فلسطين للدراسات الباحث "رياض الأشقر" بأن سياسة الاعتقالات التي طالت مئات الالاف من ابناء شعبنا
منذ احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948 فشلت في تحقق أهداف الاحتلال بإخضاع الشعب الفلسطيني وتخويفه من المقاومة، مشيرا الى ان مركزه سجل (332) ألف حالة اعتقال منذ الانتفاضة الاولى عام 1987 .
وأوضح "الأشقر" بان (210) آلاف حالة اعتقال سجلت من بداية الانتفاضة حتى قدوم السلطة الفلسطينية في منتصف عام 1994، و(10000) حالة اعتقال ما بين عام 1994 وحتى اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر 2000 ، و(97) ألف حالة اعتقال خلال سنوات انتفاضة الأقصى ولحتي انتفاضة القدس، والتي شهدت حوالى (15) ألف حالة اعتقال .
وأشار "الاشقر" الى ان سياسة الاعتقالات التي يستخدمها الاحتلال اصبحت حدثا يومياً ملازما للشعب الفلسطيني، فلا تكاد تمر ساعة الا ويقوم الاحتلال باعتقال عدد من الفلسطينيين، يطلق سراح بعضهم واخرين يتم نقلهم الى التحقيق والسجون، ويعد الاحتلال الاعتقالات أداة من ادوات القمع اليومية التي يلجأ اليها لمحاربة الشعب الفلسطيني والتأثير على مقاومته، لذلك يشترك بها كل اركان كيان الاحتلال بمؤسساته الأمنية والعسكرية.
ونوه "الأشقر" الى أن أوضاع الأسرى خلال الانتفاضة الأولى كانت أسوأ بكثير مما هي عليه الآن، وكانت السجون تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط الحياة البسيطة، ولا يتوفر فيها الكثير من الأدوات والأجهزة التي تنتشر في السجون في الوقت الحالي، وكان الطعام سئ كماً ونوعاً بشكل يفوق ما عليه الآن من السوء والقلة، ولا يوجد أغطيه أو فرشات أو ملابس، وكانت السجون تتكدس بالأسرى، كذلك كان العديد من السجون يمنع فيها الزيارات بشكل نهائي ، وكان العنف الجسدي هو السائد في التعامل مع الأسرى .
وبين الأشقر بأنه لا يزال في سجون الاحتلال (29) أسير معتقلين منذ الانتفاضة الأولى وقبلها وهم الأسرى القدامى الذين رفض الاحتلال الإفراج عنهم ضمن الدفعة الرابعة لاتفاق احياء المفاوضات بين السلطة والاحتلال ، منهم (9) اسرى من الضفة الغربية أقدمهم الأسير محمد أحمد الطوس من الخليل، 6/10/1985 ، و(14) أسيرا من أراضى ال 48 أقدمهم وأقدم الأسرى جميعا الأسير " كريم يوسف يونس " من اراضى ال48 ومعتقل منذ 6/1/1983، و(5) من القدس أقدمهم الأسير " سمير إبراهيم ابو نعمة " معتقل منذ 20/10/1986 ،و (2) من قطاع غزة أقدمهم الأسير " فارس احمد بارود " وهو معتقل منذ23/3/1991.
وقدمت الحركة الأسيرة خلال الانتفاضة الأولى (43) شهيداً، بينهم(23) شهيد قضوا نتيجة التعذيب، و(11) أسيرا استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد و(2 ) من الشهداء استشهدا نتيجة إطلاق النار عليهما مباشرة ، وكذلك استشهد (7) أسرى نتيجة القتل العمد بدم بارد بعد الاعتقال .
واعتبر "الاشقر" أن الاحتلال فشل في اخضاع الشعب الفلسطيني عبر الاعتقالات ، حيث اصبحت عملية الاسر مفخرة للشباب الفلسطيني وسط احتضان شعبي ورسمي وفصائلي للأسرى الذين ضحوا من اجل الكل الفلسطيني ولقضيتهم .
كذلك شكلت الثقافة الوطنية داخل السجون والمعتقلات مفهوم جديد لدى عشرات الالاف من ابنا شعبنا الذين اعتقلوا وهم صغار في السن او غير واعيين وطنياً ، حيث خرجوا اشد عودا واصلب ارادة واقوى عزيمة ، وواصلوا بعد التحرر طريق مقاومة الاحتلال والكثير منهم اعتقل لمرة ثانية وثالثة ولم يردعه ذلك عن مواصلة طريق التحرر الوطني .