اطلس-توافق اليوم الذكرى الـ13 على رحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار"، الذي توفي في العاصمة الفرنسية باريس، بظروف غير معروفة حتى الآن رغم تشكيل لجان تحقيق محلية ودولية للكشف عن سبب وفاته.
استشهد عرفات في عام 2004، عن عمر يناهز 75 عامًا، في مستشفى “كلامار”، العسكري في العاصمة الفرنسية، باريس، إثر تدهور سريع في صحته لم تتضح خلفياته، عقب حصاره من قبل جيش الاحتلال في مقره بمدينة رام الله، وسط الضفة ، لعدة أشهر.
يؤمن الفلسطينيون، حد اليقين، بأن إسرائيل هي من اغتالت أبو عمار، وعلى الرغم من مرور 13 عاماً على رحيله، فإن أداة قتله ما زالت مجهولة.
نقل جثمانه من باريس إلى القاهرة ثم إلى مدينة رام الله، ودفن قرب مقر المقاطعة في تشييع شعبي مهيب بعد رفض الاحتلال دفنه في القدس المحتلة.
وفي 25 تشرين ثاني 2012، أخذ خبراء روس وفرنسيون وسويسريون عينات من جثمان عرفات، بعد فتح ضريحه برام الله، لفحص سبب الوفاة.
واستبعد الخبراء ذاتهم فرضية الاغتيال، وقالوا إن وجود غاز “الرادون” المشع في البيئة الخارجية، قد يفسر ارتفاع المواد المشعّة في العينات.
لكن معهد "لوزان السويسري" للتحاليل الإشعاعية، كشف في تحقيق نشرته قناة "الجزيرة" القطرية، عن وجود مستويات عالية من مادة مشعة سامة تسمى البولونيوم في المقتنيات الشخصية لعرفات م، وسط تقديرات تقول إنه مات مقتولا بهذه المادة المسممة.
وتتهم حركة فتح، والفصائل الوطنية، إسرائيل بأنها هي المتهم الوحيد والأساسي في عملية اغتيال عرفات، وأنه لم يمت بسبب تقدم السن، أو المرض، ولم تكن وفاته طبيعية.
وفي فعالية مركزية اقيمت امس احياء للذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد عرفات تطرق ناصر القدوة رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات إلى إعادة طرح السؤال عمن قتل ياسر عرفات، قائلا: "لم تكن وفاة الرئيس عرفات وفاة طبيعية، وقد أجبنا على هذا السؤال المركزي عشرات المرات. بلا شك، إسرائيل هي من قام بذلك والشواهد والبراهين عديدة وواضحة، ومهمتنا هي إبقاء الموضوع حياً والاستمرار في مطالبة إلحاق العقوبات بالمجرمين الذين اتخذوا القرار والذين نفذوه".
بدأ عرفات مسيرته السياسية، بانتخابه عام 1952 رئيسا لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في العاصمة المصرية، القاهرة، ومن ثم أسس مع عدد من رفاقه، وأبرزهم (خليل الوزير وصلاح خلف وخالد الحسن وفاروق القدومي)، حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في تشرين الأول عام 1959.
ودشنت حركة فتح،الكفاح المسلح، من خلال أول عمليات الحركة بتاريخ 31 كانون أول 1964، حيث فجرّ عناصر يتبعون للحركة نفق “عَيْلَبون” داخل إسرائيل.
وبعد هزيمة الجيوش العربية عام 1967، واحتلال إسرائيل للضفة وقطاع غزة، واجه عرفات صعوبة كبيرة في استمرار العمل المسلح من داخل الأراضي المحتلة، وبدأ بتأسيس قواعد لحركة فتح على خطوط التماس المواجهة للضفة الغربية، بموافقة الأردن، فأقام معسكرات تدريب ومقر قيادة في قرية الكرامة في منطقة غور الأردن.
في عام 1968 تصدت قواته التي كانت مدعومة من مدفعية القوات الأردنية، للقوات الإسرائيلية ودخلت معها في معركة شرسة عرفت باسم معركة "الكرامة" انتهت بإجبار القوات الإسرائيلية على الانسحاب، وشكلت هذه المعركة قفزة كبيرة بالنسبة لعرفات، إذ أعلن عنانتصار المقاومة ومحو عار هزيمة 1967.
برز نجم عرفات أكثر، عقب انتخابه في 3 باط 1969 رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وأصبح بذلك القائد الأعلى للمنظمة، التي كانت تضم عدة تنظيمات وطنية، واستمر بتولي هذا المنصب حتى وفاته عام 2004.
وفي موز 1994، عاد ياسر عرفات مع أفراد القيادة الفلسطينية، إلى الأراضي التي أعلنت عليها السلطة بناء على اتفاقية اسلو عام 1993،ولم يلبث عرفات، أن انتخب رسميا كرئيس للسلطة الفلسطينية، في انتخابات كانت مراقبة من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر.
وفي 29 آذار عام 2002، حاصرته قوات الاحتلال عرفات داخل مقره في المقاطعة مع مرافقيه ورجال الشرطة الفلسطينية.
وتدهورت الحالة الصحية لرئيس عرفات أواخر تشرين الأول 2004، لتقوم على إثره طائرة مروحية بنقله إلى الأردن، ومن ثمة أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى “بيرسي”، في فرنسا في 29 من نفس الشهر.
وتم الإعلان الرسمي عن وفاته في 11 تشرين الثاني 2004 وما زال لغز وفاته مجهولا حتى يوما هذا