اطلس- قبل نحو أربعة اعوام ظهرت على السطح قصة المهندسة نيفين العواودة على اثر خلافات شابت علاقاتها بادارة المدرسة المهنية
التي كانت تعمل بها جنوب الخليل، حتى انتهى بها المطاف بان لقيت حتفها في منطقة بيرزيت لدوافع يقال انها شخصية كما يدعي المتهم الذي قام بتمثيل الجريمة .
وفي التفاصيل التي كشفها والد الفتاة المغدورة في حديث مع "القدس"دوت كوم، نقلا عن النائب العام الذي التقاه صباح اليوم الثلاثاء، فان المتهم، وهو سائق تكسي من قرية أبو قش قضاء رام الله، ويدعى "س ح" قام بتوصيل المغدورة اكثر من مرة، قبل اختفائها، وفي احدى المرات صعد الى شقتها بادعاء انها نسيت معه غرضا في سيارته، وقال لها انه يريد التحدث معها حول خلافه مع زوجته، حيث اقلها بمركبته، واتجه بها نحو منطقة المزرعة الغربية، حيث انحرف بها الى شارع ترابي محاط بالصخور من كلا الاتجاهين، وحينما هربت من السيارة، قام بمطاردتها ودهسها على سرعة 50 كلم، بشكل مباشر من الخلف ما تسبب بكسر بقدمها وحوضها وكسر جزء من جمجمتها نتيجة ارتطامها بالصخور ، ثم قام بنقلها الى شقتها في بير زيت، وبعد يومين جاء الى الشقة وقام بانزالها ورميها في مكان قريب من العمارة. ووفق اعترافات المتهم، فانه وصل الى محطة تعبئة وقود قريبة من مكان القائه الجثه، وقال للعمال انه يشتم رائحة كريهة في المكان.
شكوك بالرواية
لكن والد الفتاة المغدورة يشكك بالرواية وبالحادث، معتبرا ان دوافع ارتكاب الجريمة واسبابها لا زالت غامضة وغير مقنعة، مشيرا الى ان الجثة بقيت لمدة يومين داخل الشقة ولم يشتم احد الرائحة، اضافة الى بقائها عدة ايام بالمكان الذي عثر فيه على جثتها دون ان يشاهد احد الجثة او يشتم رائحتها بالرغم من وجود عمارات سكنية بالمكان، كذلك تفاصيل الدهس ونقل الجثة دون ان يشاهده احد. ووفق رواية الوالد فان المتهم لديه خبرة في الابواب من خلال عمله السابق في هذا المضمار، وانه يمتلك الخبرة والدراية باغلاق الباب من الداخل من اجل التمويه.
الموت الغامض قبل شهرين
وكان تم العثور على جثة نيفين قبل نحو اقل من شهرين (16-7-2017)، أسفل بناية سكنية كانت تقطن بها في بلدة بيرزيت بعد ثلاثة شهور من تركها لمنزل اسرتها في دورا حيث ورد في التفاصيل التي نشرتها "القدس" دوت كوم، ووزعت على شكل بيانات رسمية من الشرطة في حينها، الى احتمالية اقدام المهندسة نيفين على الانتحار بالقاء نفسها من نافذة منزلها، خاصة ان الدفاع المدني اكد انه اقتحم الشقة من خلال عملية انزال من الطابق العلوي للشقة التي كانت تقطنها الفتاة المغدورة وهو ما عزز رواية "الانتحار"، حيث كان المنزل مغلقا باحكام من الداخل، غير ان مكان العثور على الجثة لا يتطابق مع امكانية السقوط من نافذة الشقة، بينما علامات العنف التي كانت واضحة على جسدها لم تكن نتيجة سقوط من علو ، كما اشارت جهات طبية لـ"القدس" دوت كوم في حينها، دفعتنا لانتظار نتائج تقرير الطب العدلي، الذي رفضت الجهات القائمة على اعداده الكشف عن نتائجة لـ"القدس" دوت كوم، رغم محاولتنا المتكررة للحصول عليه.
رواية الانتحار الرخوة
وفي تفاصيل ما جرى، كما رواها والدالفتاة المغدورة" في حديث سابق مع "القدس"دوت كوم، فإن ابنته (36 عاما) مهندسة الحاسوب، اختلفت قبل نحو أربع سنوات مع مديرة مدرسة دورا حول ظروف صرف مبلغ مالي يقدر بـ 6 آلاف شيقل، رأت فيه نيفين محاولة اختلاس، وهو ما دفعها للتشاجر مع المديرة ومعلمة اخرى، قبل ان تتقدم بشكوى الى مكتب وزارة التربية والتعليم في منطقة جنوب الخليل، غير أن المكتب لم يستجب لطلبها وهو ما دفعها لتقديم شكوى لدى الوزارة في رام الله، حيث اوعزت الوزارة لمكتب الخليل للتحقيق في صحة ادعاء ابنته، لكن رد المكتب جاء سلبيا ببطلان الادعاءات، متهما اياها بانها تعاني من مشاكل عقلية.
وتابع والد الفتاة المغدورة قائلا:" رفضت نيفين رد المكتب، وتقدمت بشكوى لدى النيابة العامة في دورا، الذي قام بدوره باستدعاء المديرة والمعلمة، وعلى اثرها تم التدخل من قبل جهات تنظيمية وعشائرية ومن قبل مكتب وزارة التربية بالجنوب. "واتفقنا مع مدير مكتب الجنوب في وزارة التربية على ان نتصالح في المدرسة، لكن الاجتماع لم يتم بعد ان طلب مدير المكتب اسقاط القضية قبل ان اجراءات التصالح وهو ما لم يتم الى حين مقتلها بظروف غامضة".
وكانت المغدورة اشارت في تعليقات لها على حسابها الشخصي في "الفيسبوك" الى انها بعد ان اقدمت على رفع شكوى ضد ادارة المدرسة تعرضت لحالة ابتزاز اخلاقي وتسجيل مكالمات وصور ومقاطع فيديو مفبركة.
وتقدمت نيفين قبل نحو 8 اشهر من مقتلها باستقالتها من وزارة التربية والتعليم، وكتبت على صورة مرفقة لكتاب قبول استقالتها نشرته على صفتحها بالفيسبوك "بفخر الشرفاء وعلى عهد الشرفاء اقدم كتاب إستقالتي من وزارة التربية والتعليم على خلفية الإجراءات غير القانونية و اللا اخلاقية في معالجة التقرير المحول من هيئة مكافحة الفساد إلى وزارة التربية و التعليم بمحتوى التجاوزات الإدارية و المالية والأخلاقية للهيئة الإدارية و التدريسية في مدرسة بنات دورا المهنية وأطراف ادارية من وزارة التربية و التعليم و الفصل أمام القضاء".
وتابع الوالد حديثه بالقول:" بان ابنته المغدورة توجهت الى شخصيات عامة والى مكتب المحافظة وهيئة مكافحة الفساد ، وجهات عديدة لمتابعة القضية، غير ان احدا لم يستجب لها، وبدأت ضدها حملة تشويه تقودها جهات معروفة بالتشكيك باهليتها، وباخلاقها وسمعتها، وقاموا "بدبلجة صور مخلة لها".
وادعى الوالد "ان جهات طلبت منه رفع قضية على ابنته، واصدار وثيقة تفيد بعدم اهليتها العقلية، لكنه رفض".
وتحدث والد الفتاة المغدورة عن الخلاف الذي نشب بينه وبين ابنته معتبرا انه جاء على خلفية تعاملها الحاد وسلاطة لسانها مع خصومها، وكانت تعبر عن مشاعرها وما يجري معها بطريقة مسيئة على مواقع التواصل الاجتماعي على نحو تتجاوز فيه حدود الادب، حيث كنت ارفض سلوكها هذا ما دفعها للاعتقاد انني اعمل ضدها ولا اقف الى جانبها".
خرجت ولم تعد
وحسب رواية والدها فان ابنته تعيش، منذ ثلاثة اشهر في بلدة بيرزيت، هربا من الضغوط والمضايقات والتهديدات التي تتعرض لها، مشيرا " الى ان عائلتها لم تقم بطردها وانها هي من فضلت البقاء في بيرزيت لاعتقادها اننا لم نقم بدعمها والوقوف الى جانبها في القضية، اضافة الى انها كانت تذهب الى رام الله بشكل دائم لانجاز معاملات في دوائر مختلفة".
والمتصفح لصفحة نفين على موقع التواصل الاجتماعي"الفيسبوك"، يلاحظ حجم الاحباط الذي كانت تعانيه، وحديثها المتكرر عن الخذلان بسبب عدم الجدية في متابعة قضيتها، ومحاولة الطعن في اهليتها واخلاقها. اضافة الى قيامها بشن هجوم على جهات رسمية وشخصيات عشائرية في الخليل؛ وحتى والدها لم يسلم من تهجماته؛ كما انها قامت بنشر العديد من الكتب الرسمية التي كانت وجهتها لجهات مختلفة في إطار متابعة خلافها مع وزارة التربية والضغوط التي تعرضت لها.