اطلس- قال رئيس الوزرا د.رامي الحمد الله، إننا مطالبون بتوفير الحماية الكاملة لاهلنا في سوسيا، الذين يتعمد الاحتلال تقليص مقومات حياتهم والتضييق عليهم، ويحرمهم الأرض والمياه والحركة، ويهدد بتدمير جميع مرافق ومباني هذه القرية التي بنيت أكثر من نصفها، بتمويل من جهات دولية ومانحة، وعلى شكل مساعدات إنسانية".
وقال الحمد الله:" ان ما يرى اليوم عن كثب في سوسيا، يواجهه أيضا أبناء شعب فلسطين في مسافر يطا، وفي تجمع أبو النوار، وعرب الجهالين، وفي كافة القرى والبلدات والتجمعات والخرب ومضارب البدو، وهو جزء من حصار خانق تفرضه إسرائيل على التنمية والبناء والحياة في المناطق المسماة (ج)، التي تشكل حوالي 63% من مساحة الضفة الغربية.
أقوال الحمد الله هذه، جاءت خلال زيارته اليوم الأربعاء الى قرية سوسيا جنوب الخليل، والمهددة بهدم مساكنها وتشريد سكانها من قبل الاحتلال الاسرائيلي، برفقة وزير الزراعة والشؤون الاجتماعية شوقي العيسة، و وزير الصحة جواد عواد، و وزير الحكم المحلي نايف ابو خلف، ومحافظ الخليل كامل حميد، وعدد من القناصل والسفراء وممثلي منظمات الدولية، وناشطين وحقوقيين ومتضامنين أجانب واسرائيليين.
واضاف خلال كلمته :" على المجتمع الدولي إنهاء هذه المعاناة الإنسانية المتفاقمة، والزام إسرائيل بوقف سياسة الترحيل والتهجير القسري، والالتزام بقواعد القانون الدولي، والافراج عن اسرى الحرية، ورفع الحصار عن غزة، وتمكين الجهود الدولية والوطنية من إعادة اعمارها".
وأشاد بصمود سكان قرية سوسيا قائلا: "صمودكم وتشبثكم بالحياة والعمل في هذه الأرض، يثبت للعالم ان في فلسطين شعب يتوق للحرية والاستقلال والعدل، شعب لا تكسره جرافات الاحتلال، بل يعمل ويبقى ويبني، حتى ينال حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة، كاملة السيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وغزة والاغوار في قلبها وآن الأوان لهذا الاحتلال أن ينتهي وننعم بالحرية والاستقلال".
وتابع خلال كلمته:" نسجل اليوم تضامننا ودعمنا المطلق لسوسيا، هذه البقعة الجغرافية الصغيرة التي استطاعت بصمود ونضالات أهلها، ان تتصدر اهتمامات المجتمع الدولي، وبات مناصرو الحق والحرية من اصقاع العالم، يتوافدون اليها للتضامن معها ومنع قرارات ازالتها وترحيل سكانها.
وقال :" منذ ثلاثة عقود متصلة وأهل سوسيا يصارعون البقاء، ويحاصرون بالتجريف والتهجير والهدم والملاحقة من جهة، وبانتهاكات المستوطنين من جهة أخرى، ويواجه السكان اليوم، ثالث موجة من الترحيل القسري، بعد ان رحلوا عنها سابقا، وهم أصحاب الأرض الاصليون، لتقام عليها مستوطنة إسرائيلية".
كما ونقل الحمد الله، تحيات الرئيس محمود عباس، مضيفاً :" أنقل لكم اعتزاز سيادة الرئيس محمود عباس بالصمود الأسطوري الذي تسطرونه، وأؤكد لكم ان القيادة الفلسطينية ماضية في سعيها الحثيث لتدويل قضيتنا، وحمل عذاباتكم الى كافة المحافل الدولية، لتوفير الحماية الفعلية والفاعلة لشعبنا".
وزاد في كلمته:" باسم الرئيس سيتم تلبية كافة احتياجات سوسيا وفق الامكانيات المتاحة، وتم تلبية مطالبكم من الزيارة السابقة بتأمين الدعم لصالح القطاع الزراعي في المنطقة، ومركبة تستخدم لخدمة اهالي القرية، ونعلن عن دعم الحكومة لأهالي القرية بـ 16 طن من اعلاف الأغنام، و28 خضاضة لبن، و4 خزانات مياه سعة 1 كوب، ومستلزمات ضخ وشفط ورش المياه، ومستلزمات فرز وتعبئة العسل، ومستلزمات زراعية اخرى".
وشدد على أن الحكومة ستقوم بشق طرق زراعية خلال شهر، وتوزيع 10 طن من البذار العلفي المقاوم للجفاف خلال شهرين، وتوريد 110 من الاغنام المحسنة خلال شهرين، وانشاء بركس اغنام نوذجي بمساحة 500 متر مربع خلال شهر، وتوفير جرار ومجرور خلال شهر، وتوزيع 35 طن من الاعلاف لتغذية الاغنام خلال شهر.
واشار الحمد الله إلى تكليفه لسلطة الطاقة والموارد الطبيعية بمتابعة ودراسة الاحتياجات الحالية والمستقبلية لسوسيا وإصدار تقرير فني حولها، مؤكدا أن الحكومة ستقوم بالتغطية المالية اللازمة، لا سيما تزويدها بخلايا شمسية منتجة للكهرباء. وتابع : "ستبقى سوسيا بفضل تضحياتكم وصمودكم، دوما على الخارطة، ولن تلغي إسرائيل وجودنا فيها، او تقتلع حقنا وحق أطفالنا في الحياة في كنفها، وسنتكاتف جميعا، ولن ندخر أي جهد لتعزيز بقائكم فيها".