اطلس- فرحة عارمة عمت منزل عائلة السايح في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة مع وصول رسالة قصيرة عبر الهاتف المحمول تحمل معها البشرى بتفوق مميز لابنها الطالب عميد إياد محمد سعيد السايح في امتحان الثانوية العامة "توجيهي".
وحصل عميد الطالب في المدرسة الإسلامية الثانوية على معدل 99.1 بالفرع العلمي، ليتبوأ المركز الأول على مستوى محافظته.
ويقول عميد لوكالة "صفا": "كنت أتوقع أن أكون أحد العشرة الأوائل على مستوى الوطن، لكن العلامة التي حصلت عليها كانت ضمن ما كنت أتوقع، والحمد لله".
ويضيف: "سنة التوجيهي كانت كأي سنة بالنسبة له، ولهذا فلم يكن يضغط نفسه بالدراسة لساعات طويلة، بل على العكس كان يخرج مع أصدقائه، ويتواصل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وعن جدوله الدراسي يوضح عميد: "كنت أدرس حوالي 8ساعات يوميًا، وفي فترة الإجازة صرت ادرس 11ساعة، وفي فترة الامتحانات كانت ادرس طوال الوقت مع أخذ فترات راحة وساعات نوم كافية".
ويكمل: "أهم شيء في الدراسة هو التركيز والفهم وليس الحفظ، وكذلك مراجعة المادة وتثبيتها يوميا، مما يسهل الدراسة عند الامتحانات".
الحاسوب.. هواية وتخصص
ورغم حصوله على معدل يؤهله لدراسة الطب إلا أن السايح يعتزم دراسة تخصص هندسة الحاسوب الذي يعتبر مولعا به.
ويشير إلى أنه تلقى العديد من الدورات في مجال الحاسوب والشبكات خلال سنوات الدراسة المدرسية، الأمر الذي نمّا لديه هواية الحاسوب ومهاراته.
وبدا السايح مدركا لأهمية أن يتوافق التخصص الذي يختاره الطالب مع ميوله وقدراته، وعدم الارتهان لرغبة العائلة ولضغوط المجتمع المحيط.
وهذا ما أكد عليه والده الذي قال إن العائلة تركت لابنها حرية اختيار التخصص الذي يرغب به، وهو هندسة الحاسوب، رغم محاولات العديد من الأقرباء والمعارف التأثير عليه لاختيار تخصص طبي.
عائلة متميزة
ويعبر والده لوكالة "صفا" عن فخره بنتيجة ابنه الثالث والأصغر بين إخوته، ويؤكد انه كان يتوقع له أن يحقق مثل هذه النتيجة الممتازة.
ويذكر أن العائلة حاولت توفير أقصى درجات الراحة والجو المناسب للدراسة، وكانت والدته ترعاه بشكل مباشر لحظة بلحظة وتؤمن له كل احتياجاته، وفي نفس الوقت لم يكونوا يمارسوا عليه أي ضغط لزيادة ساعات الدراسة.
ويقول: "كنا نعرف انه على قدر المسؤولية، ولهذا تركنا له الحرية للترفيه عن نفسه، وكنا ننصحه بأخذ قسط واف من النوم، وطلبنا منه ألا يضغط على نفسه للحصول على معدل مرتفع، الأمر الذي ينعكس سلبا على أدائه، فيما أن التخصص الذي يخطط لدراسته لا يحتاج إلى معدل مرتفع جدا".
ويشير إلى أنه لم ينقطع عن الحاسوب حتى في أيام الامتحانات الوزارية، وكان يمضي ساعتين في استخدامه بعد عودته من تأدية الامتحان.
ويهدي السايح نجاحه إلى والديه وأفراد عائلته وللمدرسة الثانوية الإسلامية التي درس بها ولمدير المدرسة ولكل مدرسيه بالمدرسة وخارجها، ولكل أبناء شعبه الفلسطيني.