اطلس: لم تُفاجئني مداهمة جيش العدو الصهيوني بالأمس لمشفى الشفاء وحيّ الرمال في غزّة، فقد تعوّدنا أنّه كلّما فشلت حكومة الحرب الإسرائيلية في تحقيق أهدافها المُعلنة، يُسرع جيشها بمداهمة أحد أحياء مدينة غزة
وكلما اقترب الوسطاء من تقديم حلولٍ من أجل إنهاء العدوان أو حتى الوصول لهدنة مؤقتة، يصعّد الجيش فورًا وتيرة العمليات العسكرية في مدينة غزة وشمالها، وذلك في إطار الضغط على حركة حماس للتنازل عن شروطها لتسليم المحتجزين للصهاينة والاستسلام لدولة الاحتلال وفق مطلب نتنياهو المُعلن في تصريحاته.
المشهد يتكرّر أمام أبصارنا ومسامعنا، فقبل أسبوعين داهم الجيش حيّ الزيتون، وقبلها معسكر الشاطئ ومنطقة الميناء وحي الرمال وكان تركيزه حينها على مدينة عرفات للشرطة ومربّع الجامعات. والآن وللمرة الثالثة يقتحم مشفى الشفاء، وفي كلّ مرّةٍ تُبرّر حكومة الحرب السبب بأنّ قياداتٍ من حركة حماس تتواجد في المشفى، أو أنهم يحتجزون الأسرى الإسرائيليين في المشفى.
وبالرغم من الأكاذيب التي يطلقونها، حيث يؤكّد فشلهم الذريع في كلّ مرة بعدم صدق روايتهم، ولكن بات من المعروف أنهم يسعون لإيقاع المزيد من القتلى والجرحى والمزيد من تدمير المباني، والقيام بالتهجير القسري للنساء وأطفالهن نحو الجنوب واعتقال الشبان وإذلالهم أثناء الاحتجاز.
استمرت أيضًا لليوم الثاني غارات الطيران بالترافق مع عمليات القنص على مراكز توزيع المساعدات وقتل المواطنين المنتظرين للحصول على حصصهم. كما ترافق ذلك مع غارات الطيران على منازل المشرفين في جباليا، ولجان العشائر في غزة، ليحولوا دون حصول الناس على المواد الغذائية، والإمعان في تجويعهم وإجبارهم على النزوح لتفريغ مدينة غزة وشمالها، وأيضًا لإثارة الفتنة في صفوف الشعب بإطلاق الإشاعات بأنّ عناصر حماس يسرقون المساعدات ولا يقومون بتسليمها للناس، ويطلقون عملائهم لتحريض الناس لمهاجمة مراكز التوزيع. كل ذلك يجري ضمن الخطة الصهيونية للتمكُن من القضاء على عناصر المقاومة وعلى حياتنا في قطاع غزّة.
إنّ هذه الجولة الأخيرة من العدوان والتي تأتي في شهر رمضان تُضاعف من قهر الناس وآلامهم وغضبهم نتيجة حاجتهم الماسة لسد جوعهم وجوع أطفالهم، وتُخيّب آمالهم في إمكانية حدوث أية حلولٍ تضع حدًّا لمعاناتهم.
ولكن ستفشل كلّ الخطط التي يسعى إليها الاحتلال، ومازال الناس صامدين ويعيشون على أمل انتهاء هذا العدوان البغيض قريبًا.
زينب الغنيمي، من مدينة غزة تحت القصف والحصار